ثوابت – السماني عوض الله – القاهرة في الموعد مع السودان
تستضيف القاهرة السبت المقبل مؤتمرا للقوي السياسية السودانية في محاولة جديدة اخري لإيجاد حل للأزمة في السودان والتي بدأت تداعياتها على المنطقة .
وما بين 13 يوليو من العام الماضي و6 يوليو الجاري ظلت القاهرة وما تزال تبذل الجهود الجبارة لحل المشكلة السودانية دون ان تكون لها مطامع في السودان غير انها تريده دولة ٱمنة ومستقرة محافظة على مؤسساتها الوطنية وسيادتها وسلامة أراضيها
واعتقد أن البعثة الدبلوماسية المصرية الموجودة في السودان بذلت جهود عظيمة في سبيل نجاح مؤتمر القاهرة المرتقب والذي حتما يعد فرصة كبيرة للقوي السياسية السودانية للالتفاف حول الوطن الذي يعيش حاليا أنات وٱهات وشرد أهله بين النزوح واللجوء القسري .
فمصر التي سارعت في استضافة قمة دول الجوار السوداني في 13 يوليو من العام الماضي وأمنت هذه القمة على سيادة السودان والعمل على ايصال المساعدات الإنسانية ووقف اطلاق النار فهي ايضا تستضيف في 6 يوليو الجاري القوي السياسية بغرض التأكيد على ذات الاهداف لإدراك مصر ان السودان يعد عمق استراتيجي مهم بالنسبة لها في أمنها القومي وانها حتما لن تبخل في تقديم كل ما يمكن في سبيل نجاح مؤتمر القوي السياسية السودانية .
وهدفت القاهرة من هذا المؤتمر الاستماع لرؤية القوى المدنية والسياسية السودانية حول التداعيات السلبية للصراع الراهن في السودان وسبل معالجته وطبيعة الاحتياجات المطلوبة للمتضررين في شتى بقاع السودان، وكذلك إلقاء الضوء على محددات الحوار السياسي السوداني، وأن فعاليات المؤتمر ستتضمن عقد ثلاث جلسات متوازية للعصف الذهني بهدف الوصول إلى تصور القوى المدنية حول ثلاثة موضوعات مهمة تتمثل في وقف الحرب، معالجة الأزمة الإنسانية، وسبل تهيئة المسار السلمي لحل الأزمة.
وقد تابعت ما نشره الدكتور الشفيع خضر الذي يري ان هذا المؤتمر ليس هو الفصل النهائي في الحوار السوداني، وإنما هو ضربة البداية وخطوة هامة في هذا الاتجاه، وبالضرورة أن تتبعها خطوات أخرى. والمؤتمر فرصة ثمينة، شكرا لمصر قيادة وشعبا على إتاحتها لنا، ويجب على القوى المدنية والسياسية السودانية أن تستثمرها بالكامل، وعلى أحسن وجه لصالح أحلام شعبنا الممكن وصابر.
والشعب السوداني وبمعاونة الأشقاء في مصر لا ينتظرون أن تغرق مناقشات المؤتمر في تكرار ما ظلت تتبادله، وتتناوش به في أحيان كثير، مخاطبات القوى المدنية والسياسية، بل يتوقع أن يسعى المؤتمرون لمضاعفة المشتركات والتوافق حول مقترحات عملية، وأن لا تبدأ المناقشات من الصفر، وإنما تُبنى على نتائج السمنارات ورش العمل العديدة التي جمعت القوى المدنية في الفترات السابقة.
والمؤتمر رغم اهميته في هذا الوقت فانه ليس من المتوقع أن يحسم كل القضايا المطروحة أول وهلة، فهي قضايا تحتاج إلى إعداد ذهني وسياسي وسط الفصائل المختلفة المكونة للقوى المدنية والسياسية السودانية، وذلك من خلال عمل تحضيري واسع يشارك فيه الكل، وصولا إلى لقاء ثان، أو عدة لقاءات، لحسم التوافق حولها.
كما ان القوي السياسية والمدنية المشاركة في هذا المؤتمر عليها الا تشحن المؤتمر بالقضايا الشائكة التي تسبب له حمولة زائدة، ويستحسن في هذه المرحلة أن تكتفي محصلته بنقطتين هما التأكيد على المبادئ العامة حول وقف الحرب ومخاطبة الأزمة الإنسانية، والحفاظ على وحدة السودان، وعملية سياسية تؤسس لفترة انتقال تأسيسية. والتوافق على لجنة تحضيرية يمثل فيها الجميع مع مراعاة عدم الترهل الذي يعيق حركتها، لتبدأ مباشرة بعد انتهاء المؤتمر في التحضير السياسي والذهني والتنظيمي للقاءات تالية مكملة