مقالات الرأى

وزير الخارجية يؤكد ما ذهبنا إليه: الدبلوماسية السودانية ترفع الصوت السيادي من الخرطوم إلى لندن وموسكو

خبر وتحليل: عمــار العركــي

وزير الخارجية يؤكد ما ذهبنا إليه: الدبلوماسية السودانية ترفع الصوت السيادي من الخرطوم إلى لندن وموسكو

* لم تمضِ ساعات على تقريرنا التحليلي الاستقصائي حول الأداء الدبلوماسي لوزير الخارجية الدكتور علي يوسف الشريف، حتى جاء التأكيد العملي من الميدان الدبلوماسي نفسه. فقد وجّه وزير الخارجية رسالة سيادية قوية إلى نظيره البريطاني، ناقلاً فيها اعتراض السودان على عقد المملكة المتحدة مؤتمراً حول السودان دون دعوة الحكومة الشرعية، وفي مقابل ذلك، توجيه الدعوة إلى أطراف تعتبر فعلياً جزءاً من الحرب على السودان وشعبه.
* الرسالة لم تكتفِ بالتعبير عن الاستياء، بل شكّلت في مضمونها رفضًا صريحًا لمحاولات شرعنة المليشيات، وأكدت أن السودان، الدولة المؤسسة في الأمم المتحدة منذ 1956، لا يمكن مقارنتها بجماعة مسلحة ترتكب أبشع الجرائم، وتتحالف مع شبكات خارجية تهدف إلى تقسيم الدولة ونهب مواردها.
* إلى جانب ذلك، يعكس هذا التصرف السياسي القوي استمرار الدور الريادي والفعال لوزارة الخارجية السودانية في مواجهة محاولات التهميش وفرض المواقف الأحادية من قبل بعض القوى الدولية. وهذه الرسالة تأتي في سياق النهج الذي اتبعه الوزير منذ توليه المنصب في نوفمبر 2024م، حيث أكدت الوزارة مرارًا موقفها الثابت في الدفاع عن سيادة السودان واحترام حقوقه.
*تحليل استراتيجي: الفيتو الروسي كسند لتحرك السودان ضد المؤتمر البريطاني*
* في سياق التموقع الجديد للدبلوماسية السودانية، يُعد الموقف الروسي في مجلس الأمن باستخدام “الفيتو” ضد مشروع قرار قدمته بريطانيا – بصفتها حامل القلم لملف السودان – أحد أبرز المؤشرات المبكرة على نجاح وزير الخارجية الدكتور علي يوسف الشريف في اختراق المعادلات الدولية وبناء تحالفات نوعية.
* هذا التحول لم يكن حدثًا معزولاً، بل شكّل تمهيدًا حقيقيًا لتمكين السودان من التحرك لاحقًا بثقة تجاه أي محاولات غربية لفرض وصاية سياسية. فالرسالة السيادية التي وجهها الوزير مؤخرًا إلى الحكومة البريطانية، والتي اعترض فيها على مؤتمر عُقد حول السودان دون دعوة حكومته الشرعية، لم تكن مجرد موقف احتجاجي، بل تجسيد عملي لوضع دبلوماسي مستند إلى تحالفات دولية مؤثرة.
* الربط بين الموقفين – الفيتو الروسي والتحرك السياسي تجاه المؤتمر البريطاني – لا يقوم على التزامن الزمني، بل على وحدة المسار والغاية: تأكيد السيادة السودانية ومنع إضفاء أي شرعية على المليشيات المسلحة. ما يؤكد أن جهود الوزير لم تكن ردود أفعال طارئة، بل تحركات استراتيجية نُسجت بخيوط هادئة ومركّبة، تضع السودان في موقع أكثر تماسكًا على الساحة الدولية.
*الوزير يحقق اختراقات تاريخية: العلاقات السودانية الروسية تسجل نقطة فارقة*
* ومن جانب آخر، لم تقتصر نجاحات وزير الخارجية على المواقف الاستراتيجية تجاه القوى الغربية فقط، بل سجلت الوزارة اختراقًا تاريخيًا في علاقات السودان مع روسيا. الزيارة الرسمية التي قام بها الوزير إلى موسكو وضعت اللبنات الأولى لعلاقة جديدة بين البلدين، تم فيها تعزيز التعاون في مجالات الطاقة والتجارة، وأكدت روسيا لأول مرة دعمها الثابت للموقف السوداني باستخدام حق النقض “الفيتو” في مجلس الأمن الدولي لصالح السودان، وهو ما يُعد تحولًا كبيرًا في العلاقات الدولية السودانية.
*تحديات وتطلعات: المسار القادم للوزارة*
* في ظل هذه النجاحات، تتواصل جهود وزارة الخارجية السودانية بقيادة الدكتور علي يوسف الشريف لتوسيع دائرة التأثير السوداني على الساحة الدولية. ورغم التحديات الداخلية والظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد، يواصل الوزير تعزيز قدرة الوزارة على التأثير، مُؤكدًا أن الدبلوماسية السودانية ستكون دائمًا في قلب معركة الاستقلال والسيادة.
*_خلاصة القول ومنتهاه_ :*
* إن العمل الدبلوماسي الذي يقوده الوزير الشريف يتجاوز كونه مجرد تكتيك سياسي، بل هو استراتيجية متكاملة تهدف إلى إعادة السودان إلى مكانته في العالم بعد سنوات من العزلة السياسية. إن جهوده المستمرة على مختلف الأصعدة تؤكد أن السودانيين قادرون على تحقيق النجاح مهما كانت الظروف، وأن الدبلوماسية السودانية لم تفقد بوصلتها.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى