كتب بروفيسير عبدالله محمد الامين النعيم الأستاذ بجامعة الجزيرة مقالا متهماً فيه جامعة الخرطوم بأنها إحتكرت العمل القومي العام بشأن إعمار السودان لمابعد الحرب بزعم أن مدير الجامعة هو رئيسها..كما اتهم الجامعة بانها إحتكرت الوزارات بترشيحها لوزيرين للتعليم العالي والزراعة من جملة اثنان وعشرين وزارة مازالت في إنتظار من يشغلها…حفل المقال بعبارات وألفاظ وإتهامات لزملائه لا تليق بمن هو في قامة ومكانة البروفيسير كما إمتلأ المقال باتهامات لجامعة الخرطوم صاحبة التميز والريادة ورائدة التعليم العالي في السودان وربما كان البروفيسير من خريجيها، إتهامات هي منها براء ولا تشبة أكبر وأعرق صرح أكاديمي وعلمي في السودان …اما اتهاماته لرئيس مجلس الوزراء والحكومة فمكتب رئيس مجلس الوزراء كفيل بالرد عليها….
متجاوزين الكلمات والعبارات الجارحة والتي لا ترقي لمستوي الرد عليها، كما أنها لاترقي لأن تصلح لغة تخاطب لعلماء وأساتذة جامعات وباحثين يعول عليهم الوطن كثيرا….
نود أن نوضح الآتي:_
أولاً… لم تستحوذ جامعة الخرطوم علي ثلاث وزارات كما زعم البروفيسير وإنما رشحت إثنين من أساتذتها ممن تتوفر فيهم المؤهلات المطلوبة لمنصبي التعليم العالي والزراعة ..فقط ترشيح… لأن الجامعة ليست هي الجهة التي تعين الوزراء وقطعا البروفيسير يعلم ذلك.. فلماذا لم يتقدم بروفيسير عبدالله بترشيحاته من علماء واساتذة جامعة الجزيرة وهم كثر ومؤهلون لهذه المناصب أو لغيرها من العشرين حقيبة وزارية..؟؟ ارجو ألا يكون رده بأنه لم يطلب منه ذلك؟؟؟
ثانيا..هناك اتفاقية تعاون علمي وثقافي بين جامعة الخرطوم وجامعة العلوم الطبية والتكنولوجيا لتبادل الخبرات واجراء البحوث العلمية وهي شراكة ذكية بين الجامعة الحكومية الأولي في السودان وجامعة العلوم الطبية والتكنولوجيا بوصفها جامعة مميزة في التعليم الخاص وفي اطار هذه الشراكة ونظرا للدور الوطني التاريخي لجامعة الخرطوم ودورها الريادي في خدمة المجتمع واسهامها المعروف في حل الكثير من مشاكل البلد والمجتمع عبر الأبحاث العلمية المتميزة ودور جامعة العلوم الطبية والتكنولوجيا في رفد المجتمع بخريجين متميزين في مختلف المجالات، فقد رأت الجامعتان تشكيل لجنة عليا للمساهمة في إعمار السودان لما بعد الحرب وذلك بالتنسيق والتعاون مع كل الجهات ذات الصلة وليس احتكاراً للعمل الوطني المفتوح للجميع وإنما مبادرة جاءت بحس وطني عالي ورغبة واستعداد لخدمة الوطن هو أكثر ما يكون حوجة لأبنائه والعمل علي رتق النسيج الإجتماعي والتعايش السلمي والمصالحات بين أبنائه… واللجنة بالقطع ليست كل عضويتها من جامعة الخرطوم كما زعم البروفيسير عبدالله وإنما من اساتذة الجامعتين شركاء الإتفاقية وذلك ليس بنية أو عزم العمل منفردتين وإنما فقط لتنسيق جهود كل اساتذة الجامعات في كل ولايات السودان والباحثين في مراكز البحوث العلمية والخبراء في الوزارات ومؤسسات الدولة ذات الصلة بمعني أكثر دقة فانها لجنة صاحبة رؤية ومبادرة واهداف وبرنامج عمل يشارك فيه كل حادب علي مصلحة الوطن من حيث أمنه واستقراره ونموه وتطوره…وبمعني أكثر دقة هي لجنة عليا لتنسيق جهود عدة لجان ومجموعات عمل وخبرات بمختلف التخصصات..
ثالثا….عقدت اللجنة العليا إجتماعها الثاني وشكلت عشر لجان متخصصة في كل مجالات الإعمار من صحة، ري، زراعة، بيطرة، اتتاج حيواني، موارد طبيعية، غابات، اسماك، تعليم عالي، تعليم عام، بنيات تحتية، اعلام ولجنة للتعايش السلمي ورتق النسيج الاجتماعي ضمت في عضويتها شيوخ طرق صوفية وقيادات ادارة أهلية وشخصيات قومية لها وجودها وتأثيرها في المجتمع …
رابعا……تم تعيين رؤساء لجان ومقررين من كل الجامعات السودانية، حكومية وخاصة وجامعات ولائية وتم تفويض رؤساء هذه اللجان باختيار الأعضاء من كل خبراء السودان وحتي من هم بالخارج حسب تخصص كل لجنة بما يعني ان جامعة الخرطوم لم تحتكر هذه اللجان ولم تتحول للجنة تمكين جديدة كما زعم البروفيسير بإيحاء لا يتناسب وموضوع المقال…فاللجان الفرعية والتي تشمل كل علماء وأبناء الوطن المخلصين هي التي ستضع برامج عملها وخططها وهي التي ستنفذ فمازالت عضوية هذه اللجان مفتوحة للجميع وجامعة الجزيرة لما لها من سمعة أكاديمية وعلمية طيبة ولها مساهمات قومية ووطنية وبما يوجد فيها من خبراء واساتذة مطلوب منها أن تبادر هي برفد هذه اللجان بالمتخصصين في مختلف المجالات فهي ليست مدعوة بل يجب أن تكون صاحبة سبق في المشاركة في هذه اللجان بعلمائها من مختلف التخصصات..
ختاما نقول أن كاتب مقال الاتهامات لجامعة الخرطوم كان متعجلاً جدا في الحكم علي اللجنة ومتعدياً باتهامه لجامعة الخرطوم بتهم لم ولن تكن فيها يوما من الأيام…فكان عليه وهو الأستاذ العالم الباحث الذي نحترم مكانته ونقدرها ونحترم الصرح التعليمي المتميز الذي ينتمي إليه، كان عليه أن يضطلع علي تشكيل اللجان المتخصصة وعضويتها وبرامج عملها وخارطة الطريق التي هي مازالت في طور الإعداد والنقاش وهي بحاجة لآراء أصحاب الشأن ومن ثم يقدم ، بما له من خبرة، مقترحات إيجابية وآراء نوعية تشبه العلماء وأن يكون في مقدمة من يقودون عمل هذه اللجان إن كان فعلاً الهم الوطني هو الأول الذي يشغله وكان عليه أن يبتعد عن صغائر الأمور من إتهامات وتجريم وإساءة والتي لا تشبه العلماء…
نسأل الله التوفيق والنجاح لهذه اللجنة وأن تنجح في تقديم كل ما من شأنه أن يعيد إعمار السودان في المباني والمعاني ورتق نسيجه الإجتماعي وأن يوحد بين أبنائه في مواجهة كل ما يسعي لإلغاء وجوده وزعزعة أمنه وإستقراره وتشريد مواطنيه والسيطرة علي مقدراته وموارده…
عبدالملك النعيم احمد..
المستشار الإعلامي للجنة القومية العليا لإعمار السودان لما بعد الحرب ورتق النسيج 1الإجتماعي..
…………………….
الناطق الرسمي باسم اللجنة..
11 /07/2025
…………………
