
لمياء صلاح تكتب
بالرغم من الوجع… بالرغم من الوحشة…
ما زلتِ يا خرطوم واقفة على جراحك، مدينة لا تنكسر.
لن تصبح ضباباً ولا شبحاً، فأنتِ ذاكرة شعب، ورمز وطن، وعبير من النيل لا يبهت.
أحياءك التي كانت تنبض بالحياة — الصالحة، الشجرة، اللاماب — تئن من الخراب،
لكنها لم تفقد نبض الأمل. حتى وإن اختفت الكهرباء، وبدأ الناس يشحنون أحلامهم بألواح شمسية،
وحتى وإن تحولت رحلة الماء إلى نضال يومي من النيل،
فإنكِ ما زلتِ في القلب: ملتقى النيلين، لوحة الله على الأرض، وقطعة من جنة عدن.
ستعودين…
عروساً كما حلمنا بك… بكامل زينتك، وبفرح ينتظر أن يتفجر في أعيننا.
بالرغم من هشاشة الخدمات الصحية،
وبالرغم من التعليم الذي يعاند الزمن والظروف،
ستعودين وستعود معك المصانع والمزارع،
ستنهض جامعة الخرطوم، والسودان، والنيلين… وسيعود العقل السوداني إلى ساحات النور.
🔴 سنسمع دقات الحياة مجددًا
سيضج موقف جاكسون بالضحك والحكايات،
ستعود السكة حديد، وستدور عجلة الباص من الميناء البري إلى شارع القيادة،
إلى المطار، والصحافة شرق، ونفق السوق المركزي.
المدن ليست شوارع فقط… المدن أرواح، وستُبعث روحك من جديد.
🔴 نبل الإيمان وتعدد الأرواح
سنسمع الأذان من مسجد النيلين، وتقرع أجراس الكنائس في انسجام لا يعرف الكراهية،
سنرجع إلى شارع السيد عبد الرحمن، إلى الجرائد والنقاش المحتدم بين الصحفيين،
وسنجلس مع خالتي “حرم” نشرب الشاي… ونضحك، لأن الخرطوم عادت.
ويا لها من فرحة حين تعودين!
—
ستعودين يا خرطومنا لا لااننا نحلم فقط بل لأنك علمتنا أن الحلم يمكنه أن يكتب التاريخ ، ستعودين لانك عاصمة الروح مدينة الثورة وطن الدموع والفرح معا .
ستعودين لانك لن ترضخي بل قاومت كما تقاوم الجزور الجفاف حتي تورق من جديد
لان كل من سكنك أو مر بك أو كتب عنك يحمل جزءا منك في روحه.
ستعودين كما توعدين … اكثر نقاءا أكثر قوة وأكثر أياما بأن النيل لايجف وان المدينة التي احببتها لن تختفي