اخبار السودان

مصادر ترجح وجود خبراء أوكران علن متن الطائرة التي استهدفها الجيش السوداني

 

متابعات – نبض الوطن – تطفو على السطح بين الحين والآخر تقارير اعلامية واستخباراتية موثقة بالدلائل، حول عمليات أو هجمات عدائية نفذتها وحدات عسكرية أوكرانية ضد القوات الحكومية في بعض البلدان الأفريقية كمالي والسودان، وسط تصاعد الهجمات بالمسيرات في تلك البلدان. يضاف إلى ذلك تصريحات رسمية لمسؤولين أوكران تخرج للعلن بين الفينة والأخرى، تحمل اعتراف رسمي بنشاط قوات بلدهم في أفريقيا، يأتي ذلك وسط نشاط دبلوماسي وسياسي حثيث تقوم به سفارات كييف في القارة ويدعم تلك الأنشطة العسكرية.
فعلى الرغم من الوضع الحرج الذي تعاني منه القوات الاوكرانية شرق البلاد، إلا أن قادة كييف انخرطوا بتحويل قوات بلادهم مع أسلحة الغرب المتطورة، وخبراءهم لتنشط في القارة السمراء، طمعاً باستمرار الدعم الغربي لهم، والاستفادة من تجارة الحرب، جاعلين من أوكرانيا مصنع ومعبر لنقل السلاح والمرتزقة إلى أفريقيا لتهدد أمن بلدانها تنفيذاً لمصالح قوى غربية.
وبالتزامن مع ازدياد المعلومات والتقارير التي تثبت تورط قوات كييف في الحرب الدائرة في السودان خلال الأشهر الماضية. كشف تقرير لقناة تلفزيونية رسمية سودانية عن إسقاط طائرة إماراتية على متنها مرتزقة كولمبيين، وسط تضارب بالمعلومات حول جنسية من كان على متن الطائرة واحتمالية أن يكونوا من الجنسية الأوكرانية.

تقارير: إسقاط طائرة إماراتية في السودان تحمل مرتزقة كولومبيين
في سياق ذو صلة، قالت القناة التلفزيونية الرسمية السودانية بأنه تم إسقاط طائرة إماراتية في الأجواء السودانية تحمل على متنها مرتزقة كولمبيين، من دون أن تنشر أي صور أو فيديوهات للحادثة، أو لحطام الطائرة.
من جهتها، ردت الإمارات العربية المتحدة على هذا الخبر بنشر بيان نفت فيه أن أحد طائراتها تم إسقاطها في السودان، مشيرة إلى أن هذه الأخبار مزيفة ولا يوجد أي دليل عند السودانيين بتبعية الطائرة للإمارات أو بجنسية من كان على متنها.
وفي وقت لاحق صرّح مصدر عسكري في الجيش السوداني رفض الكشف عن اسمه، بأن القوات المسلّحة السودانية تمكنت بالفعل من إسقاط طائرة إماراتية في الأجواء السودانية، تحمل مرتزقة أجانب دون أن يحدد هويتهم أو جنسيتهم.
وتابع المصدر بأن التحقيقات جارية حول الطائرة، وسيتم لاحقاً الكشف عن مزيد من المعلومات حول هذه القضية.
خبير عسكري: الطائرة إماراتية وتحمل مرتزقة أوكران وليس كولمبيين
في سياق ذو صلة، قال الباحث والخبير العسكري محمد سعيد النوى بأن خبر إسقاط الطائرة صحيح، مشيراً إلى أنه تم إسقاط طائرة بالفعل في أجواء السودان أو فور هبوطها في مطار نيالا الذي تسيطر عليه قوات الدعم السريع، ولكن تضارب المعلومات حول الطائرة نفسها وجنسية الأشخاص الذين كانوا على متنها قد يعود لأسباب سياسية مرتبطة بجهات خارجية تضغط على الحكومة السودانية. لذا هناك شد وجذب ومعلومات متضاربة حول الموضوع.
وأشار النوى، الى تقارير نشرتها وسائل إعلام مختلفة خلال الشهور الماضية، تؤكد على تورط أوكران في القتال بجانب قوات الدعم السريع في الحرب الدائرة في السودان. وعن تحفظ الجيش السوداني على الإعلان عن هذه المعلومات أضاف النوي، أن هذا يعود الى ضغوط سياسية على الحكومة السودانية وقيادة الجيش، وهذا ما يفسر عدم نشر الجيش أي صور أو فيديوهات للطائرة.
وبحسب الخبير فإن كل الأخبار والتقارير التي تناقلتها وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي على مدار العام الماضي حول تواجد مسيّرات ومرتزقة أوكران في السودان وعدّة دول أفريقية وقيامهم بعمليات ضد الجيش والقوات الحكومية هناك إلى جانب “الدعم السريع”، بجانب التضارب الذي حصل بعد استهداف الجيش للطائرة في مطار نيالا، يزيد بشكل كبير احتمالية أن الطائرة كانت تقل خبراء أوكران وليس مرتزقة كولمبيين.

تقارير وتصريحات رسمية أوكرانية تثبت تورطهم بالصراع في السودان
وكان تقرير سري صادر عن جهات أمنية أوكرانية قد كشف في وقت سابق تفاصيل ومعلومات في غاية الأهمية والسرية حول حجم التدخل الأوكراني في الحرب الدائرة في السودان وما تسبب به من أضرار للقوات المسلحة السودانية.
وبحسب التقرير فإن وحدة عسكرية أوكرانية تضم أفراد بتخصصات متعددة ما تزال حتى اللحظة تشارك بهجمات وأعمال عدائية ضد الجيش السوداني. حيث أمد التقرير بأنه “حتى يوم ٢ يونيو ٢٠٢٥، ما تزال وحدة مشتركة تابعة لمديرية الاستخبارات الرئيسية بوزارة الدفاع الأوكرانية، مؤلفة من ١٥٠ عسكرياً أوكرانياً، تشارك في القتال والهجمات الحربية ضد قوات الجيش السوداني، على أراضي جمهورية السودان”. وأشار التقرير، إلى أنه “من بين هؤلاء العسكريين متخصصون في الطائرات المسيّرة، ومتخصصون في الدفاع الجوي، وقوات مدفعية، وخبراء بالهاون، وأفراد متخصصين بالإشارة، وأطباء عسكريون، وغيرهم”.
وحدّد التقرير المواقع التي تنشط فيها القوات الأوكرانية، مشيراً إلى أن “المتخصصون الأوكرانيون مازالوا في الوقت الحالي يوصلون إعداد وتنفيذ عمليات تخريبية وهجمات منظمة في عدة مناطق بالسودان، من بينها، منطقة الفاشر، ونيالا، وزالنجي، وبورتسودان، وأم درمان، وكذلك في المناطق الحدودية مع جنوب السودان”.

ووفقاً للتقرير، فإن “العسكريون الأوكرانيون هم المنظّمين والمنفّذين الرئيسيين لهجمات الطائرات المسيّرة واسعة النطاق على أهداف في خطوط القتال وعلى المنشآت الخلفية للقوات المسلحة لجمهورية السودان”.
وأشار التقرير بأن “هجمات الطائرات المسيّرة التي تشنها القوات الأوكرانية المتخصصة هي التي تُلحق الضرر الأكبر والرئيسي بالقوات المسلحة التابعة للجيش السوداني، وتُعيق تقدمها، وتحرم الجيش السوداني من المبادرة والعمليات الاستراتيجية النوعية، وتطيل أمد الحرب.

وأرفق التقرير بيانات موثقة حول مواقع هجمات القوات الأوكرانية، خلال الفترة من 4 إلى 6 مايو عام 2025 مع تحديد لحجم الخسائر التي تكبدها الجيش السوداني جراء تلك الهجمات، من بينها:
28/03/2025 الفاشر – 31/03/2025 الفاشر – 01/04/2025 الفاشر – 31/03/2025 الفاشر – 20/04/2025 الفاشر – 04/05/2025 بورتسودان، تدمير طائرة ايل 76، و4 طائرات آن 26، و4 طائرات JL-8، وذخيرة – 05/05/2025 بورتسودان (تدمير بطائرة بدون طيار من نوع “بيكار”، الهدف: خزانات الوقود.

وكان الممثل الخاص لأوكرانيا في الشرق الأوسط وأفريقيا مكسيم صبح، قد صرّح خلال مقابلة صحفية، بفبراير الماضي، بأن “بعض المواطنين الأوكرانيين يشاركون في الصراع إلى جانب قوات الدعم السريع. ومعظمهم من المتخصصين العسكريين والتقنيين”.

بدوره المتحدث الرسمي باسم سلاح الجو الأوكراني إيليا يفلاش، كان قد كتب عبر صفحته على فيسبوك، العام الماضي، بأن مدربي ومشغلي الطائرات بدون طيار الأوكران يقدمون الدعم لقوات “الدعم السريع” كما أن “كييف ملتزمة بأكثر من 30 عقدا عسكرياً في أفريقيا، والسودان هو أحد هذه الدول”
كما نشر موقع “إنتليجنس أونلاين” الذي يوثق عمل أجهزة الاستخبارات المحلية والأجنبية، تقريراً حول طلب المخابرات الأوكرانية المساعدة والدعم من فرنسا في نشاطها ضمن القارة الأفريقية.

وكان موقع “كييف إنديبيندنت” المتخصص بالشؤون الأوكرانية قد أكد في يونيو الماضي ارتفاع إيرادات شركات الطائرات بدون طيار الأوكرانية منذ عام 2023. وتصدّر العديد من الدول الأفريقية قائمة الدول الأكثر استيراداً لهذه الطائرات.
وبحسب الموقع، فإن تقرير من داخل الشركة المصنعة لمسيّرات TAF كشف عن بيانات حول حجم صفقات المسيرات التي تم إرسالها إلى عدد من الجماعات المسلحة في أفريقيا، حيث تصدرت جماعة “نصرة الاسلام والمسلمين” الإرهابية، والتي تنشط في مالي ونيجيريا وبوركينا فاسو قائمة المستوردين للمسيّرات الأوكرانية بـ ألف مسيّرة في أواخر عام 2024 فقط. يليها “تنظيم الدولة الإسلامية” الإرهابي في غرب إفريقيا بـ 700 مسيّرة في العام ذاته.
وبحسب العديد من الخبراء فإن التدخل الخارجي في أفريقيا، لعب دوراً مؤثراً بنشوب النزاعات والحروب الداخلية وإطالة أمد الصراع، في تلك البلدان وخاصة السودان.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى