يمثل الفشل الكلوي تحديًا صحيًا عالميًا متصاعدًا، وفي السودان يواجه آلاف المرضى هذا التحدي القاسي يوميًا، حيث يعتمد أكثر من ستة آلاف مريض على جلسات الغسيل الكلوي المنتظمة لاستمرار الحياة.
وفي ظل هذه الظروف الصعبة، يبرز الدور الإنساني المهم الذي يقدمه الهلال الأحمر القطري، عبر دعمه المباشر لمرضى الفشل الكلوي من خلال توفير أجهزة الغسيل الكلوي وملحقاتها، بما يسهم في تخفيف الضغط على المراكز الصحية، ويمنح المرضى فرصة لمواصلة رحلة العلاج.
وفي خطوة نوعية، قام الهلال الأحمر القطري اليوم بتسليم عدد 80 ماكينة غسيل كلوي موزعة على عشر ولايات سودانية، وذلك بالتعاون مع وزارة الصحة الاتحادية، والمركز القومي لجراحة الكلى، ومفوضية العون الإنساني. ويجري التسليم بتشريف وزير الصحة الاتحادي، وبرعاية كريمة من سفير دولة قطر لدى جمهورية السودان، في مشهد يجسد التضامن الإنساني والدعم المستمر للشعب السوداني في مواجهة التحديات الصحية.
وخلال مراسم التسليم، أكد رئيس الهلال الأحمر القطري الدكتور صلاح دعاك، أن للهلال الأحمر القطري تدخلات متعددة في مجالات مختلفة من بينها القطاع الصحي، مشيرًا إلى أن هذه الدفعة من الأجهزة تمثل جزءًا من دعم متواصل ستتبعه دفعات أخرى لتعزيز الخدمات الصحية في السودان.
ومن جانبه، ثمّن مدير المركز القومي لجراحة الكلى السيد نزار زلفو الدور الكبير للهلال الأحمر القطري ودولة قطر وجميع الجهات الداعمة للقطاع الصحي، موضحًا أن مراكز الغسيل الكلوي قبل الحرب كانت تبلغ 105 مراكز، تعرّض العديد منها للتدمير، ولم يتبق سوى 32 مركزًا. وأضاف أن الجهود المشتركة أسهمت في إعادة تشغيل 72 مركزًا حتى الآن، بما يعكس أهمية هذه التدخلات في إنقاذ الأرواح.
كما أكد سفير دولة قطر لدى السودان السيد محمد إبراهيم السادة، أن دولة قطر بمؤسساتها الإنسانية على تنسيق دائم مع وزارة الصحة السودانية، موضحًا أن الدعم القطري لن يقتصر على توفير الأجهزة الطبية فقط، بل سيمتد ليشمل إعادة إعمار البنية التحتية الصحية إضافة إلى مبادرات تنموية أخرى تعزز صمود المجتمع السوداني.
وفي السياق ذاته، أعربت مفوض العون الإنساني الأستاذة سلوى آدم بنية عن تقديرها لهذه المبادرة الإنسانية، مؤكدة أن الدعم المقدم من الهلال الأحمر القطري يعكس روح الشراكة والتضامن، ويعزز قدرة السودان على مواجهة التحديات الصحية الراهنة. وأضافت أن هذا التعاون يمثل نموذجًا للشراكة الفاعلة بين المؤسسات الوطنية والدولية، ويؤكد أن العمل الإنساني قادر على إعادة الأمل للمرضى وأسرهم في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد.
ويمثل هذا التدخل امتدادًا لنهج إنساني راسخ يتبناه الهلال الأحمر القطري ودولة قطر، يقوم على التضامن مع الشعوب في أوقات الأزمات، وتعزيز الحق في الصحة والحياة الكريمة.
