مقالات الرأى

لهذا اقترح البرهان العودة للعلم القديم

إن كان علم الاستقلال هو العنوان، فإن الإرادة التي يحملها الرئيس البرهان هي النص النادر الذي يمكن أن يُبنى عليه مستقبل جديد يليق بالسودان.

حين لوّح الرئيس عبد الفتاح البرهان بالعودة إلى علم الاستقلال، كان يضع إصبعه على جوهر اللحظة التاريخية التي تعيشها البلاد.

لقد أثبت البرهان، مهما اختلف الناس حول التفاصيل، أنه يقود مشروعاً واضح المعالم: مشروع تحرر وطني يرفض التبعية ويحرس قرار الدولة من الضغوط الخارجية، ويمنع تحويل السودان إلى ساحة مفتوحة لصراع القوى الإقليمية والدولية. وفي أشد اللحظات قسوة، ظل الرجل واقفاً، لا تهزه الحملات ولا المزايدات، مؤمناً بأن الجيش هو العمود الفقري للدولة، وأن حماية الوطن ليست شعاراً بل مسؤولية.

ومع ذلك، فالرؤية التي يطرحها الرئيس البرهان لا يمكن أن تكتمل دون حياة سياسية تستعيد عافيتها. فالقائد العسكري مهما كان صادقاً لا يمكنه أن يخوض معركة السيادة وحده. السودان يحتاج اليوم إلى حاضنة وطنية تُسند هذا المشروع، وتمنح الدولة صوتاً سياسياً يوازي صمود الجنود في الخنادق .

الرئيس البرهان ليس شجاعاً ومقاتلاً وقائداً فحسب، بل يدرك قيمة اللحظة التي يحاول التقاطها: لحظة إعادة تعريف الدولة، وبناء مشروع وطني جامع، واستعادة روح الاستقلال في زمن تتعرض فيه الكثير من الدول للارتهان.

رشان اوشي

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى