لا يختلف اثنان بان الجيو إستراتيجية بين السودان ومصر في أعلى قمم التنسيق والتعاون لادراك قيادة الدولتين بهذه العلاقة الاستراتيجية التي تربط الخرطوم والقاهرة حتي في عدد حروف المدينتين التي تتكون من سبعة احرف ومعروف الرقم سبعة وما يحمله من دلالات ايمانية (السبع المثاني).
ودبلوماسية هذه العلاقة لم تبني على المصالح المشتركة فقط بل تعدت الي مراحل التطابق والتكامل وازالة الحدود الجغرافية التي وضعها المستعمر في قرن من الزمان الا ان اصرار الشعبين والقيادتين جعلت من خطوط العرض حبرا على ورق فقد تجاوزت هذه العلاقة تلك الخطوط الكنترولية الي رحاب التطابق الفعلي في القول والعمل .
ان القيادة المصرية عندما اختارت السفير هاني صلاح ممثلا لها في السودان لم يكن اعتباطا وانما لثقته فيها بانه رجل المرحلة القادمة التي تتطلب اختيار من يمثلها حق تمثيل في إدارة ملفات التكامل والتطابق بينها والسودان .. وفي ذات الوقت دفعت القيادة السودانية بالفريق أول عماد الدين عدوي ليمثلها في مصر ليشكل ثنائي مع هاني في ادارة ملفات التكامل والتطابق رغم ان القائم باعمال السفارة السودانية بالقاهرة السفير محمد عبد الله لعب دورا اساسيا في وضع اللبنات المتينة والارضية الصلبة التي سيمضي عليها الفريق اول عدوي لتلك المرحلة .
والمرحلة المقبلة وهي مرحلة إعادة الاعمار في السودان بعد انتهاء الحرب ستكون مصر هي نقطة الارتكاز لهذه المرحلة لما تملكه من امكانيات صناعية وتجارية وخبرات عديدة وراسمالية كبيرة تجاوز عددها 16 ألف مليونير و7 مليارديرات من بينهم عدد من النساء والذين سيجدون ارضا خصبة لاستثمار هذه الأموال في السودان في مجالات متعددة .
وهذه الخطوة تضع الفريق أول عدوي والسفير هاني في تحد كبير وتنسيق عال وتطابق رؤي لتحقيق مصلحة شعبي البلدين وتحقيق تطلعاتهما رغم حالات التربص بهذه العلاقة من دوائر متعددة داخلية واخري خارجية ولكن كفاءة السفيرين وادراكهما لخطورة المرحلة تجعلهما في ديناميكية متحركة ودرجة عالية من التنسيق لقطع الطريق أمام اؤلئك المتربصين.
ولثقتنا اللا محدودة في هاني وعدوي تجعلنا ان نقول هنيئا لمصر بالفريق أول عماد الدين عدوي وهنيئا للسودان بالسفير هاني صلاح فهما بلا شك لن يخذلا الشعبين ولن يفرطا في ذلك التطابق والتكامل في العلاقات.
حفظ الله السودان ارضا وشعبا وحفظ مصر ارضا وشعبا فهما التؤام السيامي اللذين لن ينفصلا ولن يستطيع أمهر الأطباء فصلهما فارادة الخالق اراد ان تكون هذه العلاقة تؤام لا ينفصلان ولا يستغني احدهما عن الآخر .