الطب الوقائي يبدأ في جمع الجثث المتحللة بشرق النيل

جمع الجثث المتحللة بشرق النيل
وزارة الصحة بولاية الخرطوم شرعت في جمع الجثث المتحللة بمحلية شرق النيل بعد تحريرها من مليشيا الدعم السريع وتعقيم المنطقة وسط صعوبات تتمثل في تدمير قوات الدعم السريع للمؤسسات الصحية وبنية إصحاح البيئة.
وبدأت هيئة الطب العدلي بوزارة الصحة ولاية الخرطوم بالتعاون مع قوات الدفاع المدني وجمعية الهلال الأحمر السوداني حملات لجمع الجثث وتطهير وتعقيم الطرقات والمرافق العامة والمنازل بمحلية شرق النيل وازالة مخلفات الحرب.
وأكدت هيئة الطب العدلي بولاية الخرطوم جمع 35 جثة متحللة أمس الخميس واتخذت حيالها التدابير الاحترازية اللازمة ومواراتها الثرى.
وتسببت المعارك والمواجهات في شرق النيل بين الجيش وقوات الدعم السريع في انتشار الجثث المتحللة والمتفحمة فضلا عن الأجسام غير المتفجرة.
وأبدت هيئة الطب العدلي استعدادها للقيام بدورها ومهامها كاملة حيال عمليات جمع الجثث والاستجابة لأي بلاغات تتلقاها من المواطنين في هذا الصدد.
وتسعى سلطات ولاية الخرطوم لاستعادة الحياة في أحياء محليتي الخرطوم بحري وشرق النيل بعد استعادتهما من قوات الدعم السريع أخيرا لكن هذه المناطق تواجه تحديات تتعلق بإعادة تأهيل شبكات ومحطات الكهرباء والمياه التي تعرضت لعمليات دمار وتخريب واسعة.
البداية من الصفر
ويبدي مدير إدارة الطب العلاجي بوزارة الصحة ولاية الخرطوم أحمد البشير، حسرته على ما عده تدميرا ممنهجا مارسته قوات الدعم السريع في مرافق الصحة التي حولتها إلى ثكنات عسكرية وأحيانا إلى حظائر للإبل كما فعلت في مركز طب الأسرة في حلة كوكو.
ورصدت سودان تربيون آثار تحويل هذا المرفق المطل على سوق حلة كوكو إلى مرابط للإبل فضلا عن تخصيص مكاتب داخله لقادة قوات الدعم السريع بالمنطقة.
وفي ضاحية المايقوما بشرق النيل طال الدمار والتخريب مركز قطر لغسيل الكلى حيث تعرضت 20 ماكينة مخصصة لغسل الكلى للتلف فضلا عن سرقة ملحقات المركز وإتلاف مستهلكات طبية كانت تستخدم في عمليات غسيل الكلى.
وحسب مدير الطب العلاجي بوزارة الصحة لسودان تربيون فإن مركز قطر كان يقدم 20 ألف غسلة شهريا لمرضى الفشل الكلوي في المنطقة، لكنه الآن يخرج عن الخدمة بالكامل.
تخريب الماكينات بمركز قطر لغسيل الكلى بالمايقوما في شرق النيل
وقال إن الوزارة ستبدأ على الفور في إعادة تأهيل وصيانة المرافق الصحية رغم أن الدمار الذي طال المستشفيات يفوق امكانيات وموارد البلاد.
وحولت قوات الدعم السريع مستشفى شرق النيل أحد أكبر مستشفيات ولاية الخرطوم إلى ثكنة عسكرية واستغلته لإسعاف مصابيها في المعارك، ما جعل مبنى المستشفى يتعرض لأضرار بالغة جراء العمليات العسكرية.
وعلى مقربة من مستشفى شرق النيل يوجد مقر تابع لوزارة الصحة ولاية الخرطوم يضم مستودعات تحتفظ فيها الوزارة بعدد كبير من آليات الرش الرزازي، لكنها تعرضت أيضا للتلف والتخريب.
وحسب المسؤول بوزارة الصحة ولاية الخرطوم، فإن هذه الآليات تمثل بنية الوزارة التي بنتها مع منظمات عالمية على مدى سنوات طويلة لإصحاح البيئة عبر الرش الرزازي لنواقل الأمراض.
ويبدي استغرابه من إخراج قوات الدعم لآليات الرش الرزازي خارج المستودعات ومحاولة تفكيك أجزائها.
يذكر أن مناطق الخرطوم بحري وشرق النيل في حاجة لحملات إصحاح البيئة ومكافحة نواقل الأمراض مثل البعوض والذباب بعد عامين من الحرب تعرضت فيه هذه المناطق للإهمال وتفشي أوبئة الكوليرا وحمى الضنك والملاريا