متابعات – نبض الوطن – في مشهد إنساني، ناشدت شابة سودانية مقيمة بالقاهرة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، التدخل العاجل لوقف قرار ترحيل شقيقها المريض بـسرطان الدم والغدد اللمفاوية (المرحلة الثالثة) إلى السودان، حيث لا تتوفر له أدنى فرص العلاج.
الشاب محمد النور مهدي (19 عامًا)، يخضع لعلاج مكثف في مصر بعد تشخيصه بمرض خطير يتطلب رعاية متخصصة، لكنه فوجئ بإلقاء القبض عليه خلال حملة تفتيش مطلع يوليو الجاري، بسبب عدم حمله بطاقة المفوضية الأممية لحظة التوقيف، رغم أنه مسجّل رسميًا ويقيم بشكل قانوني.
ورغم تقديم كامل ملفه الطبي والقانوني للجهات المختصة، لا يزال محمد رهن الاحتجاز، بينما يتصاعد خطر ترحيله إلى السودان، حيث الحرب وانهيار النظام الصحي قد يعنيان حكمًا بالموت البطيء عليه.
أخي لا يطلب حماية.. بل يريد أن يعيش
قالت شقيقته، التي أطلقت صرختها عبر منصة الجالية السودانية في مصر، إن محمد بحاجة للبقاء في مصر “ليس هربًا من بلاده، بل تمسكًا بالحياة”. ووصفت المستشفيات المصرية بأنها الأمل الوحيد لبقائه حيًا.
وأضافت: “كل شيء تم تقديمه.. أوراقه القانونية، تقاريره الطبية، وحتى مناشداتنا. لكن الوقت يمر، والمرض لا ينتظر”.
أزمة إنسانية تتجاوز محمد
قضية محمد ليست سوى جزء من مشهد أكثر اتساعًا. فمصر، التي استقبلت أكثر من 1.5 مليون لاجئ سوداني منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، أصبحت ملاذًا إنسانيًا لكثير من المرضى.
لكن تراجع التمويل الدولي، خاصة لبرامج العلاج التي ترعاها المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، جعل كثيرًا من المرضى في مهب الريح. وتُحذر منظمات حقوقية من خرق مبدأ “عدم الإعادة القسرية”، وهو أحد الركائز الأساسية للقانون الدولي، والذي يمنع ترحيل أي شخص إلى بلد قد يُهدد حياته أو صحته.
هل يتحرك أحد قبل فوات الأوان؟
منصة الجالية السودانية في مصر دعت القيادة المصرية إلى اتخاذ قرار إنساني بوقف الترحيل فورًا، وتمكين الشاب من مواصلة علاجه، كما ناشدت السفارة السودانية باتخاذ موقف لحماية أحد رعاياها.
“أن تُنقذ حياة مريض… هو موقف لا يُنسى”، تختم شقيقته نداءها، راجية أن تسمع السلطات صوته قبل أن يُغيب المرض جسده
