
متابعات _ نبض الوطن _ في خطوة عملية نحو إعادة الحياة إلى ولاية الخرطوم، ترأس الفريق مهندس إبراهيم جابر إبراهيم، عضو مجلس السيادة الانتقالي ومساعد القائد العام للقوات المسلحة، الاجتماع الأول للجنة العليا لتهيئة البيئة لعودة المواطنين، وسط حضور رفيع شمل عضو مجلس السيادة الدكتورة سلمى عبدالجبار المبارك، ورئيس الوزراء الدكتور كامل إدريس، وعدداً من المسؤولين التنفيذيين والأمنيين.
وأكد الفريق جابر أن اللجنة تمثل محوراً استراتيجياً في مسار ما بعد الحرب، موضحاً أن مهمتها الأساسية تتمثل في بسط الأمن وتوفير الخدمات الأساسية، بما يهيئ الظروف الملائمة لعودة المواطنين تدريجياً إلى ديارهم. وأعرب عن تقديره لجهود حكومة الولاية وأجهزتها المختلفة التي ظلت تعمل تحت ظروف استثنائية، مترحماً على أرواح الشهداء من العسكريين والمدنيين الذين دفعوا حياتهم من أجل خدمة الوطن.
ودعا جابر إلى تبني أسلوب علمي وتخطيطي في إدارة عمل اللجنة، مبيناً أن استحقاقات العودة تبدأ بتأهيل البنى التحتية الحيوية، وعلى رأسها خدمات المياه والكهرباء والطاقة، بجانب إنارة الشوارع وتشغيل المرافق الصحية الحيوية. وطالب اللجان الفرعية بتقديم خطط تفصيلية دقيقة، تترجم إلى واقع ملموس في الميدان، بما يحقق الأثر المطلوب.
وشدد رئيس اللجنة على ضرورة تقديم رؤية متكاملة لتأهيل المؤسسات الصحية، معلناً أن منظومة الصناعات الدفاعية تعهدت بتوفير أربعين ألف وحدة إجلاس وصيانة الموجودات المتضررة، دعماً لقطاع التعليم المتأثر بالحرب. وفي السياق نفسه، طالبت اللجنة المختصة بوضع خطط عاجلة لإعادة تشغيل المدارس في أسرع وقت ممكن.
من جهتها، كشفت الدكتورة سلمى عبدالجبار، رئيس لجنة الخدمات التعليمية والصحية، عن إحصائيات أولية تشير إلى دمار واسع في البنية التحتية لقطاع التعليم، وأعلنت عن خطة لإعادة تأهيل نحو 60 مدرسة موزعة في مختلف أنحاء العاصمة، بالتعاون مع وزارتي التربية الاتحادية والولائية، إلى جانب لجنة هندسية فنية ستعد تقارير تقديرية دقيقة. كما أبدى مجلس إدارة مدارس عباد الرحمن الخاصة استعداده لوضع مقراته تحت تصرف وزارة التربية لاستيعاب طلاب المدارس الحكومية بصورة مؤقتة، حتى تكتمل أعمال الصيانة.
إلى ذلك، دعا الفريق إبراهيم جابر وسائل الإعلام والمنابر الدينية إلى لعب دور حيوي في نشر الوعي ومواجهة الشائعات، مؤكداً أن المعركة لم تعد عسكرية فحسب، بل باتت معركة وعي وثقة وبناء. وأشاد بما وصفه بالموقف الشعبي الصلب الذي ساند القوات المسلحة في تحرير الخرطوم من قبضة المليشيا.
وفي ختام الاجتماع، أشار والي الخرطوم ومقرر اللجنة إلى أن انعقاد الاجتماع بمقر الأمانة العامة يمثل نقطة انطلاق فعلية لأعمال اللجنة، وسط تحديات تتطلب الإسراع في تنفيذ المهام الموكلة، وعلى رأسها تهيئة البيئة لاستيعاب المواطنين العائدين، بما يضمن عودة تدريجية وآمنة ومستقرة.