
متابعات – نبض الوطن – في خطوة تعكس تصاعد القلق الدولي إزاء الأزمات المتفاقمة حول العالم، اعتمد مجلس الأمن الدولي بالإجماع قراراً جديداً يدعو الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، البالغ عددها 193 دولة، إلى استخدام كافة الوسائل المتاحة لتسوية النزاعات عبر السبل السلمية. وقد جاء هذا القرار في وقت وصف فيه الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الحاجة إلى الحلول السلمية بأنها “أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى”، مستشهداً بما وصفه بـ”مشاهد الرعب” في غزة، إضافة إلى النزاعات المستمرة في أوكرانيا والسودان وهايتي وميانمار.
القرار، الذي صاغته باكستان خلال رئاستها الحالية لمجلس الأمن، يحمل الرقم 2788، ويشدد على أهمية اللجوء إلى أدوات التسوية السلمية المنصوص عليها في المادة 33 من ميثاق الأمم المتحدة، بما في ذلك التفاوض، والتحقيق، والوساطة، والتوفيق، والتحكيم، والتسوية القضائية، فضلاً عن التعاون مع الوكالات والترتيبات الإقليمية ذات الصلة. كما يعيد التأكيد على دور المجلس في التوصية بأساليب مناسبة لتسوية المنازعات، ويشجع على إحالة النزاعات القانونية إلى محكمة العدل الدولية.
وفي كلمته أمام المجلس، عبّر غوتيريش عن قلقه العميق إزاء ما وصفه بـ”التجاهل التام، إن لم يكن الانتهاك الصريح، للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة”، مشيراً إلى أن هذه الانتهاكات تتزامن مع اتساع الانقسامات الجيوسياسية وتزايد النزاعات المسلحة. وسلط الضوء بشكل خاص على الوضع في غزة، حيث قال إن “الجوع يطرق جميع الأبواب”، متهماً إسرائيل بحرمان الأمم المتحدة من المساحة والأمان اللازمين لإيصال المساعدات الإنسانية وإنقاذ الأرواح، في ظل استمرار العمليات العسكرية وأوامر النزوح الجديدة في دير البلح.
غوتيريش أشار أيضاً إلى أن مستويات الجوع والنزوح في مناطق النزاع قد بلغت أرقاماً قياسية، وأن الأمن العالمي بات أكثر بعداً عن المتناول نتيجة تصاعد الإرهاب والتطرف العنيف والجريمة العابرة للحدود. كما أعرب عن فزعه من استهداف منشآت تابعة للأمم المتحدة في غزة، بما في ذلك مرافق منظمة الصحة العالمية، رغم إبلاغ جميع الأطراف بمواقع هذه المنشآت، مؤكداً أنها “مصونة ويجب حمايتها بموجب القانون الدولي الإنساني، دون استثناء”.
القرار الجديد يشجع أيضاً على تعزيز التعاون بين الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية ودون الإقليمية، ويشدد على ضرورة دمج نهج شامل في جهود التسوية السلمية، بما يضمن المشاركة الكاملة والمتساوية للمرأة، والمشاركة الهادفة للشباب في منع النزاعات وحلها. وفي ختام كلمته، دعا الأمين العام إلى تجديد الالتزام بروح التعددية والدبلوماسية، مؤكداً أن السلام خيار، وأن العالم يتطلع إلى مجلس الأمن لمساعدة الدول على اتخاذ هذا الخيار