مقالات الرأى

دم الطبيبات السودانيات رسالة مضمخة بالحقد

 

بقلم : لمياء صلاح

في السودان، سقطت الطبيبة روعة تحت طعنات سكين غادرة غرسها طليقها في جسدها مرات ومرات، وكأنها عدوة لا شريكة حياة.
وفي السعودية، تحولت لحظة عائلية إلى مجزرة، حين اقتحم طليق الطبيبة رؤى منزل أسرتها، مسلحًا بساطور، ليضربها حتى الموت، ثم ينهال على أختها بضربات وحشية تركت جسدها غارقًا في الدماء.

المسافة بين القضيتين طويلة، لكن الخيط واحد: امرأة ناجحة قررت أن تكمل حياتها بعد الطلاق، فرأى طليقها أن موتها أهون من حريتها.
هؤلاء القتلة لم يكتفوا بإزهاق الأرواح، بل أرادوا أن يتركوا في المشهد دمًا غزيرًا ورعبًا دائمًا، رسالة إرهاب لكل امرأة تفكر أن تقول “لا”.

هذه الجرائم ليست “انفجار غضب” ولا “لحظة تهور”، بل قرارات قتل محسوبة، يغذيها حقد ذكوري متجذر، وتسمح بها بيئة قانونية رخوة تتسامح مع القتلة تحت مسميات الشرف أو الخلافات الزوجية.

روعة كانت تعالج مرضاها وسط حرب أحرقت البلاد، ومع ذلك وجدت وقتًا لتكون سندًا لأسرتها. رؤى كانت وسط أهلها، لكن الطليق المهووس قرر أن اقتحام بيت الأسرة هو الطريق لاغتيالها وإرهاب كل من يحبها. الاثنتان قتلتهما أيدٍ كانت يومًا ممسكة بعقد الزواج، ثم أمسكت بسلاح القتل.

إن سكين روعة وساطور رؤى ليسا مجرد أدوات جريمة، بل رموز لثقافة ترى أن المرأة إذا خرجت من سلطة الرجل، يجب أن تخرج من الحياة نفسها.

القضية أكبر من فرد أو حادثة؛ إنها امتحان لمجتمع بأكمله:
هل سنستمر في تبرير القتل بأعذار واهية؟
أم سنقول بوضوح: الطليق الذي يقتل طليقته هو قاتل، والمكان المناسب له هو السجن المؤبد أو المشنقة، لا صفحات التعاطف؟

“حين يرفع الرجل ساطورًا أو سكينًا على امرأة كانت يومًا زوجته، فهو لا يقتل جسدًا فقط… بل يطعن الإنسانية كلها في قلبها.”

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى