مقالات الرأى

لمياء صلاح تكتب : محنة الطلاب.. النداء مستمر إلى البرهان

 

سيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان،

ما بدأناه بالأمس ليس مقالًا عابرًا، بل هو نداء مستمر من قلب الأسر السودانية، التي وجدت أبناءها عالقين بين حدود الأوراق وجدران الصمت الرسمي. واليوم نواصل كشف الحقائق، لأن الأزمة لم تُحلّ، ولأن الوقت يمضي سريعًا نحو منتصف سبتمبر، حيث يبدأ العام الدراسي، بينما الطلاب السودانيون ما زالوا بلا تأشيرات، بين الرياض وجدة وبورتسودان.

الطلاب يملكون قبولات جامعية، جوازات سفر، وإيصالات دفع مبالغ باهظة، لكن كل ذلك لم يشفع لهم. أولياء الأمور طرقوا الأبواب، وجهّزوا الملفات كاملة وسلّموها لسفارتنا في الرياض: أسماء، صور، قبولات، وأرقام تواصل. ومع ذلك، النتيجة ما زالت الانتظار القاتل.

سيادة الرئيس، نحن لا نتحدث عن أزمة بسيطة، بل عن مأساة وطنية تتكرر. العام الماضي ضاعت سنة دراسية كاملة على مئات الطلاب، ولم تُسترد الأموال التي دفعوها، لأن الجهات المصرية اشترطت توثيقًا مستحيلاً. والأسوأ أن بعضهم اضطر للدخول عبر اللجوء فقط ليواصل تعليمه. هل يليق هذا بأبناء السودان؟

اليوم لم يعد في الوقت متسع. مستقبل الطلاب مهدد بالضياع مرة أخرى. إن تقاعست الدولة عن حمايتهم، فسيكون ذلك حكمًا بالإعدام على أحلام جيل كامل، ووصمة عجز في تاريخها.

سيادة الفريق البرهان، الكرة في ملعبكم. قرار سياسي واحد يمكن أن ينهي هذه المأساة، ويفتح أبواب التعليم قبل أن يضيع العام الدراسي من جديد. التاريخ لا يرحم، والشعوب لا تنسى. أنتم اليوم أمام مسؤولية مصيرية: إما أن تُكتب أنكم أنقذتم مستقبل جيل كامل، أو أنكم تركتم أبناء السودان رهائن للانتظار.

النداء ما زال قائمًا.. ومستقبل الطلاب قضية وطنية لا تحتمل التأجيل.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى