اخبار السودان

صور نساء صوماليات مسروقة للترويج للإمارات والدعم السريع

متابعات – نبض الوطن- ‏تحقيق بي بي سي يكشف شبكة إلكترونية تروّج لروايات داعمة للإمارات ومليشيا الدعم السريع (الجنجويد) باستخدام صور نساء صوماليات مسروقة

‏كشف تحقيق أجرته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) عن شبكة واسعة ومنسقة على الإنترنت تستخدم صور نساء صوماليات دون علمهن للترويج لروايات سياسية تخدم مصالح دولة الإمارات العربية المتحدة وتبرّر جرائم مليشيا الدعم السريع (الجنجويد) في السودان. وقد حدد التحقيق أكثر من مئة حساب مزيف تنتحل شخصيات مؤثرات صوماليات على منصات “إكس” و”فيسبوك” و”تيك توك”، تنشر محتوى متشابهاً بلغات متعددة، وتُدار بأسلوب منسق ومخفيّ المصدر.

‏التحقيق أوضح أن هذه الحسابات، التي تعتمد على صور حقيقية وأخرى تولّدها تقنيات الذكاء الاصطناعي، تمجّد الإمارات وتقدّمها كقوة خير في الصومال، بينما تروّج في الوقت ذاته لمحتوى يهاجم القوات المسلحة السودانية ويدافع عن مليشيا الدعم السريع (الجنجويد) المدعومة إماراتياً. وقد تبيّن أن صور عدد من النساء، من بينهن مؤثرات في مجالات الجمال ونمط الحياة، استُخدمت دون إذن لتلميع هذه الدعاية السياسية.

‏إحدى المؤثرات قالت لبي بي سي: “هذه الشخصية ليست أنا. صوري تُستخدم، ولا أستطيع فعل شيء تجاه هؤلاء الذين ينتحلون شخصيتي.” وأكدت أخريات أن حسابات بأسمائهن نشرت محتوى يمتدح الإمارات والحكومة الصومالية ويهاجم السودان. وذكرت شركتا “ميتا” و”تيك توك” أنهما أغلقتا عدداً من الحسابات بسبب ممارسات “التأثير السري” وانتحال الهوية.

‏ووفق تحليل بي بي سي، نشرت الحسابات المضللة أكثر من 47 ألف منشور خلال عامين، وصلت إلى أكثر من 215 مليون مستخدم، في ما وصفه باحثون بأنه “حملة تضليل منسقة” هدفها التأثير على الرأي العام في أفريقيا.

‏وفي أغسطس الماضي، شاركت حسابات النساء المزيّفة منشورات تزعم أن الجيش السوداني ارتكب “مجزرة” في مدينة الأبيض، قُتل خلالها 27 مدنياً. غير أن بي بي سي لم تجد أي مصدر موثوق يؤكد هذا الادعاء. وقد تحققت من المعلومة عبر منظمة “بيم ريبورتس” السودانية المستقلة، التي أكدت عدم وجود أي دليل موثّق يدعم هذه الرواية.

‏وأشارت بي بي سي إلى أن هذه المنشورات جاءت كردّ دعائي على تقارير إعلامية سودانية تحدّثت عن تدمير القوات الجوية السودانية لطائرة إماراتية كانت تقل مرتزقة أجانب، في هجوم أدى إلى مقتل نحو 40 شخصاً. وبحسب التحقيق، فقد استُغلت هذه الحسابات لنشر روايات مزيّفة تصب في مصلحة الإمارات ومليشيا الدعم السريع (الجنجويد) التي ترتكب جرائم ممنهجة بحق المدنيين في السودان.

‏الباحث في شؤون التضليل الإعلامي مارك أوين جونز أوضح أن هذه الحسابات تمثل جزءاً من شبكة دعائية أوسع تخدم السياسة الخارجية للإمارات في المنطقة. وأضاف أن الأسلوب واحد: إنشاء حسابات لنساء شابات يقدمن محتوى وطنياً أو إنسانياً في ظاهر الأمر، بينما الهدف الحقيقي هو دعم النفوذ الإماراتي والتأثير في الرأي العام.

‏كما أكد المحلل أليساندرو أكورسي أن هذه الحملات يصعب تتبعها لأنها غالباً تُدار من خلال شركات علاقات عامة خاصة تعمل لصالح أطراف سياسية.

‏ويكشف هذا التحقيق جانباً من أدوات الحرب الإعلامية التي تُستخدم لتضليل الرأي العام وتشويه صورة القوات المسلحة السودانية، في الوقت الذي تغطي فيه على تورط الإمارات في تمويل وتسليح مليشيا الدعم السريع (الجنجويد) التي ارتكبت فظائع ضد المدنيين في دارفور والخرطوم ومدن السودان الأخرى.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى