مقالات الرأى

ترامب والسلام في السودان : لا سلام مع وجود مليشيا تتغذّى على الفوضى

 

بقلم : محمد سعيد الصحاف

 

في الوقت الذي يعلن فيه دونالد ترامب استعداده لقيادة مسار سلام يضع حدًّا للحرب السودانية، بعد طلب من المملكة العربية السعودية ، تبدو الحقيقة على الأرض أكثر صلابة من أي وعود سياسية براقة : لا يمكن للسودان أن يستعيد عافيته ما دامت مليشيا الدعم السريع قائمة، تزرع الخراب ، و تنتهك الأعراض ، وتُمعن في تمزيق الدولة.

ترامب يتحدث عن سلام في السودان ، وعن تنسيق مع قوى إقليمية مؤثرة، وعن التزام بوقف نزيف الدم. لكن الواقع يُملي معادلة واضحة لا تحتاج كثير تفسير :
السلام ليس اتفاقًا سياسيًا فحسب، بل هو تفكيك لمصادر الفوضى التي أطاحت بالسودان إلى الهاوية.

لقد أثبتت التجربة أن مليشيا الدعم السريع ليس مجرد طرف مسلح، بل جسد إرهابي ، موازٍ للدولة، يتحرك خارج القانون بدعم من دول كنا نحسبها صديقة و شقيقة و يجمعنا بها رابط الدين و القيم العربية و الإسلامية
أي مبادرة تتجاهل هذه الحقيقة لن تكون سوى هدنة هشة تتكسر عند أول منعطف.

 

إذا كان المجتمع الدولي جادًا — بقيادة ترامب أو غيره — فعليه أن يتعامل مع الأساس قبل السطح :
بناء دولة لا تتقاسم فيها السلطة مع مليشيا، ولا ينافس فيها السلاحُ السلاحَ، ولا تُختطف فيها المدن من قبل جماعة إرهابية خارجة عن الشرعية الوطنية.

إن السودان لن يتعافى بالتصريحات، ولن ينهض بالوعود…
بل بمحو المعادلة التي سمحت لمليشيا أن تتحول إلى كيان مدمّر يقف في وجه أي سلام حقيقي.
هذا و السلام ختام .

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى