أثار قرار الاحتياطى الفيدرالى الأمريكى، البنك المركزى فى الولايات المتحدة، خفض أسعار الفائدة لأول مرة منذ عام 2020، جدلا واسعا تردد صداه فى سباق الانتخابات الرئاسية الأمريكية بين كامالا هاريس ودونالد ترامب، حيث اعتبرته المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس خبرا سارا ينبئ بالوضع الجيد للاقتصاد، فيما أشار منافسها الجمهورى دونالد ترامب إلى احتمال وجود دوافع سياسية وراء القرار.
وقالت وكالة بلومبرج الأمريكية إن الخطاب السياسى الساخن حول قرار الاحتياطى الفيدرالى خفض سعر الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية، يسلط الضوء على الكيفية التى يمكن أن يؤثر البنك المركزى، وهو مؤسسة مستقلة تعهد رئيسها جيروم باول بعدم السماح للضغوط السياسية بالتأثير على اتخاذ القرار، على زخم السباق الرئاسى مع تبقى سبعة أسابيع فقط على يوم الانتخاب.
وأشارت الوكالة إلى أن الرؤيتين المختلفتين لهاريس وترامب تسلطان الضوء على الكيفية التى أصبح بها الاقتصاد ومعدل الفائدة نقطة مشتعلة فى السباق الرئاسى، حيث يسعى مرشحا كلا الحزبين إلى استغلال الخطوة لتغزيز موقفهما فى الانتخابات.
فى إطار إعلانه عن قرار خفض معدل الفائدة، أشار رئيس الاحتياطى الفيدرالى الأمريكى جيرمو باول إلى أن هذا الخفض بنسبة نصف نقطة مئوية، والذى كان أكبر من المتوقع، ربما يكون له تأثير محدود على سباق الانتخابات الأمريكية ، لأن آثار القرار على الاقتصاد ستكون بطيئة.
وخلال المؤتمر الصحفى للحديث عن القرار مساء الأربعاء، رد باول على سؤال أحد الصحفيين بشأن توقيت خفض الفائدة الذى طال انتظاره، والذى يأتى قبل 48 يوما فقط على الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة فى الخامس من نوفمبر. وقال باول إن الأشياء التى نقوم بها تؤثر حقا على الأوضاع الاقتصادية بشكل متأخر فى الغالب. ورغم أن القرار جاء فى المرحلة النهائية من سباق هاريس وترامب، إلا أن باول قال إن الاحتياطى الفيدرالى اتخذ هذا القرار بتركيز على مصالح المستهلك ودون أى اعتبارات أخرى.
وقال باول إن هذه هى رابع انتخابات رئاسية تجرى وهو فى منصبه رئيسا للاحتياطى الفيدرالى، وكان الأمر نفس الشىء دائما. وتابع قائلا إنهم يعقدون دائما هذا الاجتماع بشكل خاص ويسألون ما هو الشىء المناسب لفعله من أجل الشعب الذى نخدمه.
وقالت قناة CNBC الاقتصادية الأمريكية إنه برغم جهود الاحتياطى الفيدرالى لفصل قراره المتوقع من الخلفية السياسية، إلا أن خفض الفائدة تحول سريعا إلى لعبة كرة قدم سياسية بعد الإعلان عنه.
واعتبرت إدارة بايدن القرار انتصارا للأجندة الاقتصادية للرئيس. وكتب الرئيس بايدن على حسابع على X يقول: لقد وصلنا إلى لحظة هامة: التضخم ومعدل الفائدة يتراجعان بينما يظل الاقتصاد قويا. وأضاف أن المنتقدون قالوا إن هذا لا يمكن أن يحدث، لكن سياستنا هى خفض التكاليف وتوفير الوظائف.
من جانبها، قالت هاريس فى بيان إن القرار خبر جيد بشكل خاص للأمريكيين الذين تحملوا عبء ارتفاع الأسعار. وأشار بيانها إلى أن التضخم، الذى ضرب الأسر الأمريكية بشدة وأفسد تصورات الناخبين لطريقة تعامل بايدن مع الاقتصاد، هو أحد التزاماتها السياسية.
وقالت هاريس: أعلم أن الأسعار تظل مرتفعة للغاية لكثير من أسر الطبقة المتوسطة والعاملة، وستكون أولويتى القصوى كرئيسة خفض تكاليف الاحتياجات اليومية مثل الرعاية الصحية والإسكان والبقالة.
وأضافت هاريس أن العكس هو ما سيفعله دونالد ترامب كرئيس. ففى حين أنه يقترح مزيدا من خفض الضرائب للمليارديرات والشركات الكبرى، فإن خطته ستزيد التكاليف على الأسر حوالى 4 آلاف دولار سنويا بفرض الضرائب على السلع التى تعتمد عليها الأسر مثل الغاز والطعام والملابس.
أما ترامب فقد وصف معدل خفض الفائدة بأنه رقم غير عادي للغاية وخبر سىء لمنافسته، أيا كان دافع الاحتياطى الفيدرالى.
وقال ترامب خلال فعالية انتخابية فى مانهاتن بنيويورك، إنه يعتقد أن القرار يظهر أن الاقتصاد سىء للغاية، أن يتم الخفض بهذا القدر، على افتراض أنهم ليس لهم دوافع سياسية. وأضاف أن الاقتصاد سيكون سىء للغاية، أو أنهم يلعبون بالسياسات، وسواء كان هذا أو ذلك، فلقد كان خفضا كبيرا.
وخلال فترته الرئاسية بين عامى 2017 و2021، انتقد ترامب باول مرارا، وتخلى عن تقليد امتناع البيت الأبيض عن التعليق على إجراءات الاحتياطى الفيدرالى لمساعدة المؤسسة فى الحفاظ على استقلالها السياسى. وخلال حملته الرئاسية الثانية، قال ترامب إنه يعتقد أن الرئيس ينبغى أن يكون له موقف رسمى فى صناعة القرار بالاحتياطى الفيدرالى.