
رصد : نبض الوطن
حشدٌ غفير، وتفاعلٌ كبير، ولافتات مستنكرة، وشعارات مُعبِّرة..
مطالبة المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لحماية المدنيين..
رفض قاطع للتدخلات الخارجية في الشأن السوداني..
دعم وتعزيز موقف الحكومة، واصطفاف خلف القوات المسلحة..
تقرير: إسماعيل جبريل تيسو.
ندد سودانيون في العاصمة اليوغندية كمبالا بالانتهاكات والجرائم التي ارتكبتها ميليشيا الدعم السريع المتمردة في مخيمي زمزم وأبوشوك للنازحين بشمال دارفور، وخرج ألاف السودانيين من اللاجئين والمقيمين في يوغندا واحتشدوا في محيط مقر السفارة السودانية في كمبالا عقب صلاة الجمعة في وقفة احتجاجية نظمتها “المبادرة الشعبية لدعم السودان” حيث رفع المحتشدون لافتات باللغتين العربية والإنجليزية تدين وتستنكر الممارسات الوحشية والجرائم غير الإنسانية التي ظلت ترتكبها ميليشيا آل دقلو في السودان.
حماية الأطفال والنساء:
الوقفة الاحتجاجية الحاشدة التي تميزت بالإحكام والدقة في التنظيم، رفعت صوتها بشعارات تنادي بحماية النساء والأطفال من انتهاكات الميليشيا المجرمة، وبدعم وإسناد القوات المسلحة من أجل رفع الحصار عن مدينة الفاشر، وطالب المحتجون الأمم المتحدة ومنظماتها الحقوقية والإنسانية بضرورة تجريم ميليشيا آل دقلو وداعميها على الانتهاكات التي ارتكبوها، كما شددوا على ضرورة إيقاف التدخلات الخارجية في الشأن السوداني.
أهمية الوقفة الاحتجاجية:
واكتسبت وقفة الجمعة الاحتجاجية أهميتها بأنْ نُظمت في العاصمة اليوغندية كمبالا، التي تتميز بوجود كبير للمعارضة السودانية من داعمي ميليشيا آل دقلو الإرهابية، هذا فضلاً عن مواقف القيادة اليوغندية السلبية من أزمة الحرب في السودان رغم احتضان كمبالا ألاف السودانيين الفارين من جحيم الحرب، فكان ذكاء “المبادرة الشعبية لدعم السودان” بتنظيم الفعالية في كمبالا وتوظيفها بوضع رسالة في بريد المجتمع الإقليمي والدولي، للانتباه إلى صوت السودانيين الرافض لانتهاكات وجرائم الميليشيا، والمندهش من الصمت الدولي والغريب والمريب تجاه هذه الجرائم الموثقة بعدسات المتمردين أنفسهم، وبكاميرات أجهزة الإعلام المحلية والعالمية.
تحرك فاعل:
ورفضت السفارة السودانية في أوغندا، مبدأ التدخل الخارجي في الشأن السوداني، وندد القنصل أيمن سليمان سمحون الذي خاطب الوقفة الاحتجاجية ممثلاً للسفير السوداني في يوغندا أحمد جردا، بانتهاكات حقوق الإنسان التي ظلت ترتكبها ميليشيا الدعم السريع في السودان، مطالباً المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لحماية المدنيين، ممتدحاً إقامة هذه الوقفة الاحتجاجية التي وصفها بالجهد الكبير والمرآة الحقيقية التي تعكس دور الجهد المجتمعي من قبل السودانيين بمختلف ألوان طيفهم من أجل إيصال حقيقة ما يجري في السودان، وقال سمحوني إن وجود العدد الكبير من السودانيين في دول شرق أفريقيا يتطلب مثل هذا التحرك الفاعل، وتقدم ممثل السفارة السودانية في كمبالا بالشكر والتقدير للحكومة اليوغندية على دعمها للاجئين السودانيين، محيياً المواقف المشرفة للرئيس الأوغندي يوري موسيفيني تجاه اللاجئين السودانيين في بلاده.
تعزيز موقف السودان:
وأكد نائب رئيس المبادرة الشعبية لدعم السودان، د. تاج الدين بشير نيام أن هذه الوقفة الاحتجاجية فعالية تعزز من موقف الحكومة السودانية، وتعبِّر في الوقت نفسه عن كامل التضامن مع السودانيين كافة و خاصة في مخيمات النازحين في زمزم وأبوشوك التي شهدت خروج أكثر من 100,000 نازح، قامت الميليشيا بطردهم في إطار سياسة التهجير القسري، قبل أن تقتل وتختطف أعداداً من المدنيين، وتناول نيام خلال مخاطبته الوقفة الاحتجاجية معاناة المواطنين المحاصرين في مدينة الفاشر، مستعرضاً مواقف بعض الدول والمؤسسات الإقليمية والدولية المنددة بجرائم الميليشيا كمجلس الأمن الدولي، و الأمم المتحدة، والولايات المتحدة الأمريكية، وفرنسا، وغيرها، مستحسناً هذه المواقف ومؤكداً في الوقت نفسه على تعويل الشعب السوداني عامة ومواطني دارفور بصفة خاصة على القوات المسلحة والقوات المشتركة والمستنفرين والمقاومة الشعبية لدحر الميليشيا المتمردة ورفع الحصار عن مدينة الفاشر والانطلاق لتحرير ولايات دارفور كافة من دنس المتمردين.
لوحة وطنية معبِّرة:
واعتبرت الإعلامية هالة محمد عثمان المذيعة بتلفزيون السودان الوقفة الاحتجاجية بالجهد المهم الذي قدمه السودانيون في يوغندا من مقيمين ولاجئين من أجل توصيل صوتهم الرافض والمندد بانتهاكات وجرائم ميليشيا الدعم السريع ضد النازحين في مخيمي زمزم وأبوشوك بولاية شمال دارفور، وقالت الأستاذة هالة في إفادتها للكرامة إن الوقفة الاحتجاجية اكتسبت أهميتها من الزخم الذي أحدثته في دول شرق ووسط أفريقيا التي تتميز بوجود نشاط كبير ووفير للمعارضة ولميليشيا الدعم السريع المتمردة، مشيدة بالتفاعل الكبير للسودانيين الذين حرصوا على الحضور والمشاركة الأمر الذي انعكس إيجاباً على إنجاح الوقفة الاحتجاجية الذي شكلت لوحةً وطنية مُعبِّرة وداعمة للقوات المسلحة والقوات المساندة لها، وتعزيز جهودها المتعاظمة لدحر وسحق ميليشيا آل دقلو الإرهابية، وأهابت الأستاذة هالة بالنخب السودانية بالخارج من إعلاميين وحقوقيين وناشطين ومنظمات مجتمع مدني بضرورة إيصال معاناة السودانيين بالداخل، وتسليط الضوء على انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الإبادة الجماعية، وتعرية الميليشيا المتمردة وفضحها أمام الرأي العام العالمي والإقليمي.
خاتمة مهمة:
ومهما يكن من أمر فقد أوصل السودانيون ” لاجئون ومقيمون” في يوغندا صوتهم للعالم أجمع برفض واستنكار انتهاكات وجرائم ميليشيا آل دقلو تجاه النازحين في مخيمي زمزم وأبوشوك بشمال كردفان، وهي خطوة تعكس مدى التفاف السودانيين داخل وخارج البلاد، واصطفافهم خلف القوات المسلحة والقوات المساندة حتى تحقق حرب الكرامة الوطنية غاياتها بالقضاء على ميليشيا الدعم السريع المتمردة، ونظافة البلاد من دنسها، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.