مقالات الرأى

خليل باشا سايرين قامة وطنية صنعت التاريخ في أحلك الظروف

 

بقلم : حافظ يوسف

حين يُذكر اسم خليل باشا سايرين ، يشرق في الأفق نموذجٌ فذٌّ للقيادة الوطنية ، لا كموظفٍ يؤدي مهامه بروتينًا ، بل كقائدٍ استثنائي جعل من وزارة الداخلية حصنًا منيعًا في زمن العواصف ، ومشعلًا للأمل في ظل ظروف الحرب التي تُكبل السودان ، فأحال التحديات إلى فرص ، وصنع من الصعاب سلمًا يرتقي به الوطن إلى برّ الأمان .
في أحلك اللحظات ، وقف خليل باشا كالطود الشامخ ، يُعيد ترتيب بوصلة الأمن الوطني بيدٍ حازمةٍ وقلبٍ مفعمٍ بالوفاء . لم يكن مكتبه ساحةً للقرارات فحسب ، بل كان ورشةً دائمةً للتخطيط والعمل ، حتى غدا بيته امتدادًا لساحات الواجب لم يعرف الكلل ، ولم يبحث عن الراحة، لأن ضميره الوطني كان يرفض أن يغمض جفنًا بينما الوطن يحترق .

تأهيل علمي وخبرة تنفيذية متسلسلة :

حصل على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة الخرطوم ، مما منحه أساسًا علميًا راسخًا في فهم ديناميات الحكم والإدارة .

نال درجة الماجستير في إدارة الأعمال من إحدى الجامعات الدولية المرموقة، مما أتاح له اكتساب أدوات القيادة العصرية وفنون التخطيط الاستراتيجي .

خدم كلواء شرطة (م) ومديرًا للإدارة العامة للشؤون الإدارية والمالية بهيئة شرطة الجمارك، حيث مارس العمل الميداني والإداري في واحدة من أكثر المؤسسات حساسية في الدولة .

عمل عضوًا بهيئة المستشارين بمجلس الوزراء – قطاع المال والاقتصاد – منذ عام 2007م وحتى تاريخه، مشاركًا في صناعة القرار الاستراتيجي الوطني .

كان عضوًا فاعلًا في فريق السودان المفاوض للانضمام إلى منظمة التجارة العالمية منذ عام 2000م، مما أكسبه خبرة دولية واسعة في التفاوض وإدارة الملفات المعقدة .

ساهم في إعداد الأجيال الجديدة عبر عمله عضوًا بهيئة التدريس بالأكاديمية القومية للعلوم الجمركية والتكنولوجيا ، ناقلًا خبراته ومعارفه بروح الأكاديمي الوطني المخلص .

إنجازات مضيئة في سجل الشرف الوطني :

أولًا/ إدارة الأزمات بإتقان : قاد بنجاح عملية نقل رئاسة وزارة الداخلية إلى بورتسودان بعد تدمير المقرات، وأشرف على استعادة الأنظمة الحيوية للسجل المدني والجوازات والمرور والجمارك والدفاع المدني والسجون.

ثانيًا/ دعم المجهود الحربي : أطلق المرحلة الخامسة عشرة لدعم القوات المسلحة ، مقدمًا إمدادات الأدوية والمستلزمات الطبية لجرحى معركة الكرامة .

ثالثًا/ تطوير الأجهزة الأمنية : أحدث نقلة نوعية عبر تحديث البنية التحتية ، ورفع كفاءة الكوادر ، وتأسيس آلية تنفيذية فعالة لمكافحة التهريب الجمركي .

رابعًا/ تنظيم ملف اللاجئين : وضع خطة منظمة لإدارة الوجود الأجنبي ، شملت تصنيف الأجانب، إبعاد المخالفين ، وتجميع اللاجئين بمعسكرات خارج المدن ، بالتنسيق مع المنظمة الدولية للهجرة .

خامسًا/ الدفاع عن السودان دوليًا : مثّل البلاد بشجاعة في مؤتمر جنيف ، مطالبًا المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه السودان ، وكاشفًا عن ضعف الاستجابة العالمية للأزمة الإنسانية .

لم تكن النزاهة شعارًا دعائيًا عند خليل باشا سايرين ، بل كانت جوهر سيرته العملية ، إذ ظل مثالًا في نظافة اليد ، وعدالة الكلمة ، وإنصاف القرار .
لقد عايش الوطن في أدق مراحله بشرفٍ نادر ، وأدى رسالته الوطنية بأمانة جعلته نموذجًا مضيئًا في تاريخ الدولة السودانية .
إن الوزير خليل باشا سايرين، بما قدمه من إنجازات وما تجسده سيرته من نقاءٍ وكفاءة ، يستحق بجدارة أن يُسجّل اسمه ضمن أعظم وزراء الداخلية الذين أنجبتهم السودان منذ فجر الاستقلال .

حافظ يوسف
26/إبريل/2025

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى