
الخرطوم : نبض الوطن
كانت المسيرات في اوقات سابقة واحدة من اسلحة المليشيا المتمردة والمرتزقة الموجهة ضد المواطن بتدمير البنيات التحتية للخدمات من كهرباء ومياه ومستشفيات وحتي معسكرات النازحين المغلوبين علي امرهم بالتزامن مع عمليات التدوين التي أصابت الكثير من المنازل وحتي سيارات المواصلات العامة كما حدث في الثورة ام درمان..
باطلاق ست مسيرات علي مطار بورتسودان وسابعة استراتيجية وقبلها مسيرة علي كسلا خلال يومين ومن دولة الصومال بوصفها منصة انطلاق وبأيدي أماراتية خالصة ينقل حرب الامارات ضد الشعب السوداني الي حرب بالأصالة وليس بالوكالة كما ظلت تفعل ذلك طيلة سنوات الحرب التي تجاوزت العامين.. فقد اعلنتها صراحة علي لسان احد مسؤوليها بأن دولته ستواصل استهدافها للشعب السوداني غير آبهة لما يمكن ان يقوله عنها الآخرون طالما أنها في حماية امريكا ودولة الكيان الصهيوني..
شكوي السودان لدولة الامارات امام محكمة العدل الدولية وامام مجلس الامن بالتزامن مع انتصارات الجيش القومي علي ارض الواقع وهروب المتمردين والمرتزقة جعل دولة الأمارات تفقد توازنها بعد الصرف المالي واللوجستي علي المليشيا دون ان تحقق ماكانت ترجوه الامارات وداعميها من دول الغرب وامريكا وذراعها دولة الكيان الصهيوني..
إطلاق المسيرات أخيرا علي مطار بورتسودان يبعث برسالة قوية للحكومة بأن هناك تحدي واضح أن مقر الحكومة المؤقت ليس في مأمن من ضربات الدولة المعتدية وان استهداف مطار بورتسودان يهدف لتخويف شركات الطيران العالمية بأن تتوقف عن التعامل مع الحكومة في بورتسودان فضلا خلق جو عام مضطرب وسط عامة المواطنين بأنه لم يعد هناك مكانا آمنا يمكن اللجوء إليه..ذلك جاء متزامنا مع الدعوة الآن لكل اهل السودان بالخارج بأن يعودوا الي ديارهم خاصة الولايات التي تم تحريرها مؤخرا في الخرطوم والجزيرة وسنار…
صحيح أن دولاً مؤثرة في مجلس التعاون الخليجي مثل قطر والسعودية قد اعلنت ادانتها لهذا الاعتداء ووقوفها مع الشعب السوداني وكذلك الاتحاد الافريقي..ولكن رسالتي الان اوجهها لهذه الدول وغيرها بأن تنتقل من محطة الشجب والادانة الي محطة الفعل وذلك بدعوة جامعة الدول العربية بعقد قمة طارئة ببند واحد فقط وهو ادانة دولة الامارات وفرض اي نوع من العقوبات عليها ان كانت فعلا هذه الدول حريصة علي الامن والسلم وسط المنظومة العربية وانها مهتمة بالشعب السوداني الذي تم قتله وتشريده واغتصاب حرائره ونهب منازله وتجريف إرثه وثقافته عن قصد…وكذا الاتحاد الافريقي الذي شاركت معظم دوله المحيطة بالسودان في جرائم الإنتهاكات ضد الشعب السوداني..عليه ان يدين ويعاقب هذه الدولة ويدعم موقف السودان في شكواه ضد الامارات حتي تنال ما تستحقه من عقاب….
والرسالة الأولي والأخيرة للجيش الوطني بكل مكوناته بأن ينتقل من مرحلة الدفاع واسقاط المسيرات قبل بلوغ اهدافها إلي مرحلة الهجوم المباشر علي منصات انطلاق هذه المسيرات من اي دولة كانت طالما اصبحت مهددا حقيقيا لاستقرار وسيادة وحياة الشعب السوداني وقد اصبحت مناطق ومطارات انطلاق هذه المسيرات معلومة حتي للمواطن العادي…اما سياسيا ودبلوماسيا فعلي الحكومة اعلان قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الامارات وايقاف كل اشكال التعاون الاقتصادي والتجاري معها بعد ان قضت علي كل ذهب السودان عبر طرق اغلبها غير مشروعة..فالتكن حادثة بورتسودان جرس انذار لانتهاج سياسة أكثر قوة وتأثيرا للمحافظة علي ماتبقي….