نبض العالم

إيران تغازل “ترامب” بمفتاح الثورة النووية

رصد : نبض الوطن

ذكرت مجلة نيوزويك الأمريكية أنه بعد 5 جولات من المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران بشأن إمكانية إبرام اتفاق نووي جديد، فإن أحد العوامل الإيجابية الرئيسية التي تبني عليها طهران آمالها في تسهيل الوصول لاتفاق مُرضي لها تتمثل في إمكانية فتح أبوابها أمام استثمارات أمريكية واسعة

وناقش وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الذي يُمثل بلاده على طاولة المفاوضات، عقودًا محتملة بمليارات الدولارات متاحة في القطاع النووي الإيراني، ووصفه بأنه سوق كبيرة بما يكفي لإنعاش الصناعة النووية المتعثرة في الولايات المتحدة.

نهضة أمريكا النووية
يأتي هذا الاقتراح في وقت تسعى فيه إدارة ترامب إلى ما يُسمى “النهضة النووية”، التي تهدف لإنعاش الطاقة النووية الأمريكية، وبينما كانت المحادثات جارية في روما، وقّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سلسلة من الأوامر التنفيذية الرامية إلى تعزيز التطوير النووي المحلي.

لكن، وبغض النظر عن حالة عدم اليقين التي تحيط بموقف البيت الأبيض بشأن ما إذا كان سيسمح لإيران بمواصلة أي مستوى من تخصيب اليورانيوم، يبقى السؤال الذي طرحته “نيوزويك”: هل بإمكان الشركات الأمريكية فعليًا ممارسة أعمالها في إيران التي طالما خضعت للعقوبات؟.

وبدوره؛ قال فرانك روز، الذي شغل منصب نائب رئيس الإدارة الوطنية للأمن النووي في عهد الرئيس السابق جو بايدن، إن هذا المقترح ممكن جدًا، لكن تحقيق مثل هذا الإنجاز يتطلب نهجًا إبداعيًا للتغلب على عقود من انعدام الثقة والعداء المتجذرين بين البلدين.

وقال ترامب للصحفيين، إن المفاوضات قريبة للغاية من الحل في إشارة للمفاوضات النووية، محذّرا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من توجيه ضربات استباقية لإيران، ووصف هذه الإجراءات بأنها غير مناسبة، وعلى الرغم من التهديد الإسرائيلي تتجه المحادثات نحو اتفاق جديد محتمل.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
والمفارقة في الأمر أن الولايات المتحدة لعبت دورًا في تأسيس البرنامج النووي الإيراني، بعد أشهر من عودة الشاه إلى الحكم في 1953، بعد أن مهّد الرئيس دوايت أيزنهاور الطريق لمبادرة “الذرة من أجل السلام”، التي شهدت لاحقًا قيام واشنطن بتزويد طهران بتقنيات وتدريبات نووية.

وتوسّع هذا التعاون خلال حقبة الحرب الباردة في الستينيات والسبعينيات، إلى أن انقطع بشكل مفاجئ عام 1979، مع اندلاع الثورة الإيرانية التي أطاحت بالشاه، ومنذ ذلك الحين، فرضت الإدارات الأمريكية المتعاقبة سلسلة متواصلة من العقوبات التي حالت إلى حد كبير دون معظم أشكال التبادل التجاري بين الولايات المتحدة وإيران.

وشهدت العلاقات انفراجًا قصيرًا مع التوصل إلى خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA) عام 2015، التي نصت على تخفيف العقوبات مقابل فرض قيود على الأنشطة النووية الإيرانية. وأبرمت شركات مثل بوينج وجنرال إلكتريك وهانيويل صفقات لتقديم خدمات داخل إيران، وإن كان ذلك بشكل محدود نظرًا للقيود القائمة والتردد الناتج عن الجدل المستمر حول الاتفاق.

وتحققت الشكوك حول مدى استمرار الاتفاق مع قرار ترامب بالتخلي عن خطة العمل الشاملة المشتركة عام 2018، ما أدى مرة أخرى إلى عزل إيران عن التجارة الأمريكية، ولا يزال الرئيس الأمريكي ينتقد بشدة الاتفاق الذي تم التوصل إليه في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما، وينتقد جهود بايدن لإحيائه.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والمرشد الأعلى في إيران علي خامئني
اتفاقية بتريليونات الدولارات
وطرح مسؤولون إيرانيون، تشكيل ائتلاف إقليمي، وهو ترتيب فريد من نوعه يسمح لإيران بالانضمام إلى مجموعة لتقاسم الوقود النووي مع دول أخرى في الشرق الأوسط.

وسلط مسؤولون إيرانيون سابقون الضوء أيضًا على الطبيعة المربحة المحتملة للعلاقات التجارية بين الولايات المتحدة وإيران، ومنهم سيد حسين موسويان، الذي عمل سابقًا في فريق المفاوضات النووية الإيرانية بين عامي 2003 و2005.

وقال موسويان لمجلة نيوزويك، إن اتفاقية اقتصادية بتريليونات الدولارات يمكن أن تُحدث تحولًا حقيقيًا في العلاقات الإيرانية الأمريكية.

إلى جانب ذلك؛ قال مهدي خراطيان، رئيس معهد إحياء السياسة في طهران، لـ”نيوزويك”: “لطالما أكد دونالد ترامب رؤيته لتحويل الولايات المتحدة إلى أهم مركز جذب للاستثمار الأجنبي بالعالم، وفي هذا الإطار، من غير المرجح أن تكتسب فكرة الاستثمار الأمريكي الخارجي في بيئة عالية المخاطر وحساسة جيوسياسيًا مثل إيران زخمًا”.

وأضاف: “حتى في السيناريو الافتراضي للموافقة الرئاسية، ستظل الشركات الأمريكية حذرة للغاية، نظرًا لبيئة الأعمال المعقدة في إيران، التي تنطوي على مخاطر قانونية ومالية”.

خلاف ترامب ونتنياهو
في حين قوبل السعي إلى تجديد الاتفاق النووي بين الولايات المتحدة وإيران بتشكك داخل واشنطن أيضًا، ربما كانت إسرائيل الطرف الأكثر صراحةً في تخفيف التوقعات، ما يُسهم في تنامي الخلاف بين ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى