
في أول مرة زرت فيها قريتي الصغيرة والنائية والجميلة، حيث المنظر الخلاب، واستنشاق الهواء النظيف، وشرب الماء النقي، والأكل من الطبيعة، وتسمع في الفجر الباكر صوت ألديكه والعصافير الجميلة..
وعند قبيل الظهيرة جلست تحت ظل شجرة في أعلى تل مطل على وادي سهام، مستمتعًا بالمنظر الخلاب، فإذ برجل يأتي بإبتسامة فرحًا بقدومي. جلس بجواري، رحب بي، بدأ يحدثني بكل ببساطة وعدم تكلف.
تأملت قسمات وجهة – حديثة – المكان الذي أجلس فيه – الطبيعة – التل – الشجر – الوادي – كلها تدل على البساطة والجمال الخلاب، بمجرد التفكير تغمر قلبك سعادة وسكون، فتشعر أن الحياة هنا بسيطة جدًا عكس حياة المدينة المعقدة والتكنولوجيا المتطورة..
هنا في القرية أهلها طيبون، بسطاء، كرماء، سعداء، كأنهم يعيشون بلا هموم أو منغصات. قلت للرجل أجدك سعيدًا، متهللًا، فرحًا!! ممكن سؤال وأنا أعلم بحاله قال: تفضل قلت له ماذا تملك من الدنيا؟
تمتم وهمم قليلًا، ثم أبتسم وقال: أنا أملك كل شيء، قلت في نفسي ماذا يعني كل شيء! فسكنه ديوان صغير، لا يوجد في بيته كهرباء، لا يملك هاتفًا خلويًا، لا يملك سيارةً، ولا تلفازاً أو كمبيوترًا سوى مذياعًا (راديو) ويشرب من ماء الوادي، واكله من مزرعته، وشرابه حليب بقرته، فإين كل شيء! طبعًا اقصد في تعجبي في مفهموم الحياة عندنا..
تنهدت عدة تنهيدات مع زفرات على حالنا وقلت في نفسي أين نحن من هذا الرجل البسيط الذي يعيش حياته ببساطة وسعادة؟؟
ثم استرجعت وتذكرت حديث النبي صلى الله عليه وسلم حينما قال: (مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا).
ترويقة:
هذا الرجل البسيط سعيد بمن حوله – بزوجته – بأبنائه – بمزرعته – بأهل قريته، يعيش بدون ضغوط حياة المدينة التي يشتكي منها الكثير منّا اليوم، هذا الرجل البسيط كأنه ملك الدنيا كلها كما يقول، ويشكر الله لأنه أمده بالصحة والعافية في جو مفعم بالحُب والسعادة والفرح والصحة والعافية.
ومضة:
البسطاء؛ مهمتهم في الحياة أن يقوموا بواجباتهم قدر طاقتهم، والاستمتاع بجماليات حياتهم والتفاعل مع معطياتها أيًا كانت، والتعاطي مع الحياة بكل أريحيه أو تكلف، ودمتم بسطاء.
✒️ صَالِح الرِّيمِي
كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك