
متابعات – نبض الوطن
وانا اتابع ردود الأفعال وما يبرزه الإعلام من جهود رئيس الوزراء لتشكيل حكومته المرتقبة، قلبت ذاكرتي وراجعت السجلات ووجدت هنالك عدة أسماء تصلح بان يكونوا في سدة الحكم ، ليس لعلاقة تربطني بهم ولكنني أحسبهم من الكفاءات الزاهدة والنادرة التي جادت بها أرض السودان .
ولعل الشأن الإنساني في السودان شأن معقد ،ويحتاج لخبرة تراكمية لغويا وعلاقات دبلوماسية ممتدة خاصة في المرحلة المقبلة مرحلة ما بعد الحرب.
واذا كان الدكتور كامل إدريس رئيس الوزراء لا يزال يجتهد في إختيار كابينة حكومته من التكنوقراط ، فإن الدكتورة لمياء خلف الله عبد الغفار ، هي من الكفاءات السودانية النادرة في هذا التوقيت ، لما تتميز به من حضور إقليمي ودولي أكتسبت خبراتها من خلال قيادتها للمجلس القومي للسكان ، حيث جعلت منه خلال فترة توليها الأمانة العامة مجلسا محترف به دوليا وأحدث نشاطا واسعا داخليا وأقليميا ودولية ، ووضعت قاعدة بيانات سكانية لم يشهدها العالم من قبل ، حيث تمكنت من إدارة هذا الملف بمهنية عالية وجدت الإحترام من قبل المنظمات الإقليمية والدولية ومنظمات الأمم المتحدة المتعلقة بالسكان والطفولة .
ولا تزال دكتورة لمياء تحتفظ بهذه العلاقات مما يسهل مهمتها في إدارة الشأن الإنساني بصورة أوسع وبطريقة تستطيع من خلالها تطويع الدعم الإنساني في السودان بصورة تعالج الكثير من الفجوات التي كانت تحدث.
وشهد العالم المشاركة الفاعلة للدكتورة لمياء عندما تم تقديمها بمجلس الأمن ممثلة لمنظمات المجتمع المدني في 18 يونيو العام الماضي ، كان ظهورها يمثل هيبة الإنسان السوداني وكفاءته فهي تجيد لغة العصر وفنون المخاطبة وإدارة الحوار بالصورة التي تمكنها من تحقيق المصلحة العليا للبلاد .
وإن اردت أن أهمس في أذن رئيس الوزراء ، فإنني أقول له امامك الأن واحدة من الكفاءات النادرة وأعتقد أنها ستقصر عليك مشوار البحث في الملفات ، لأن ملفاتها جاهزة وخبراتها وقدراتها تؤهلها أن تشغل وزارة الشؤون الإنسانية والتعاون الدولي ، كما أنها ستمثل المرأة السودانية خير تمثيل – كما أن على كامل إدريس إن لم يعرف دكتورة لمياء فليبحث في ملفات جنيف او مجلس الأمن أو في حواري أم درمان وزقاقات الخرطوم وارياف دارفور وعد الفرسان والكومة ، سيجد سيرتها العطرة التي تؤهلها بأدارة ملف كالعمل الإنساني أو أي من الملفات التي لها إرتباطات بالمجتمع الدولي .
إن وجود دكتورة لمياء في كابينة حكومة إدريس المرتقبة عنوان جديد يسطره التاريخ بأن رئيس الوزراء كان موفقا في إختيار الكفاءات التي يمكنها تحقيق ماهو مطلوب – رغم التحديات التي تواجه هذه الحكومة – ولكن وجود دكتورة عبد الغفار يفتح المجال للتفاؤل بأن السودان يمضي نحو التعافي الحقيقي والعودة الي المسار الدولي بثبات في ظل حكومة كفاءات يديرها دكتور كامل إدريس