
متابعات – نبض الوطن
حين سمّى رئيس الوزراء حكومته بـ”حكومة الأمل”، تمنينا أن يكون الاسم وعدًا لا عنوانًا سياسيًا. لكن الحقيقة التي لا تخطئها عين أن السودان اليوم لا يحتاج إلى حكومة أمل، بل إلى حكومة طوارئ. لا نملك رفاهية الوقت، فكل يوم يمر دون قرارات مصيرية، هو يوم ينزف فيه الوطن أكثر.
لقد أنهكت الحرب المواطن السوداني جسدًا وروحًا، وهُدمت البيوت قبل أن تُهدم الثقة. لا نطالب بالمستحيل، بل بـ50% من الضروريات: الأمن، الصحة، التعليم، المياه، الكهرباء، الغذاء، والكرامة الإنسانية.
نسأل بصدق: ما جدوى وزارات تتعدد أسماؤها وتتشظى صلاحياتها، بينما الوطن يئن؟ أين الحكمة في الإنفاق الإداري في وطن يحتاج غرفة طوارئ لا مجلس وزراء ممتد؟
يا دولة الرئيس، نحن لا نسبح في بحر الأحلام ولا نحيا في عالم افتراضي. نحن شعب يريد أن يعيش كبشر، لا كأرقام في بيانات الأمم المتحدة. نريد وزراء يعرفون الجوع، يجلسون على الأرض لا على الكراسي الجلدية، يمسحون دموع الأم المكلومة قبل أن يرفعوا شعارات التنمية.
اعلم أن المهمة صعبة، بل مستحيلة على من لا يحمل هم هذا الوطن، لكنها ممكنة لمن يرى أن الكرسي مسؤولية لا تشريف، وأن المصير المشترك ليس شعارًا بل عقدًا اجتماعيًا يجب احترامه.
نحن ننتظر… لكن صبرنا ليس أبديًا.
.