متابعات – نبض الوطن – في حق المنتخب السوداني في لحظة من لحظات التاريخ الكروي، حينما اشتعلت القلوب قبل الملاعب، جاء منتخب السودان وأثبت للعالم أن الإصرار والعزيمة لا تُقاس بالأسماء ولا بالظروف، بل تُقاس بروح الرجال. فوز السودان على الجزائر لم يكن مجرد مباراة كرة قدم، بل كان ملحمة وطنية، لحظة رفعت فيها الأيادي إلى السماء شاكرة، والعيون اغرورقت بالدموع من شدة الفرح، والقلوب خفقت بنبض الوطن الواحد.
هذا الفوز التاريخي هو صرخة عز في وجه التحديات، هو برهان أن السودان – رغم ما يمر به من صعاب وحروب – قادر أن ينهض ويُعلن صوته عالياً في ميادين الرياضة كما في كل مجالات الحياة. لقد رأينا أبطالاً يرتدون قميص الوطن الأحمر والأخضر والأسود، يركضون بكل ما فيهم من قوة، كأنهم يحملون على أكتافهم أحلام الملايين وأمانينا جميعاً.
هنيئاً لنا بهذا المجد الذي سُطّر فوق المستطيل الأخضر، وهنيئاً لكل مشجع رفع علم السودان في لحظة الانتصار. لقد كانت المباراة رسالة قوية: أن السودان، مهما حاولت الظروف أن تُثقل خطاه، سيبقى واقفاً شامخاً، يُقاتل ويُبدع ويصنع الفرح لشعبه.
هذا الفوز لم يكن على الجزائر وحدها، بل كان انتصاراً على الإحباط، على الانكسار، على كل ما أراد أن يطفئ جذوة الأمل في نفوسنا. واليوم، نحن نعيش لحظة فخر لا يضاهيها فخر، لحظة تؤكد أن السودان قادر أن يعود إلى منصات التتويج، وأن أبناءه هم شعلة المجد التي لن تنطفئ أبداً.
فلنرفع أصواتنا عالياً: تحيا السودان، تحيا الأسود التي كسرت قيود المستحيل، تحيا اللحظة التي جمعتنا على قلب رجل واحد، لحظة لن تُنسى، ستظل محفورة في ذاكرتنا كما تُحفر الأسماء في سجل الخالدين.
يا وطني العزيز، هذا الفوز لك، لأرضك الطيبة، لجبالك وسهولك ووديانك، لأمهات الغاليات. هذا الفوز هو قصيدة عشق نُهديها لك، ونقول بصوت واحد: نحن سودانيون، والفخر يسكن دمنا، والعزة تاج على رؤوسنا.
الف ترليون مبارك الفوز
ياسر احمد عباس شوحي
